نفذت شرطة ولاية أمن فاس حملة اعتقالات واسعة في صفوف الطلبة القاعديين بجامعة ظهر المهراز، أسفرت عن اعتقال عدد من رموز هذا التيار اليساري الراديكالي بالجامعة المغربية. وقالت المصادر إن هذه الاعتقالات تهدف إلى تقديم الطلبة، الذين سبق أن صدرت في حقهم مذكرات بحث في قضايا سابقة لها علاقة باحتجاجات في الشارع العام انتهت بمواجهات مع القوات العمومية. وعمدت عناصر الأمن إلى الانتقال إلى قرى بضواحي فاس وتاونات وأزرو لتنفيذ عدد من هذه الاعتقالات المفتوحة. وقد اعتقلت الشرطة مساء أول أمس الأحد بحي الرصيف بفاس العتيقة الطالب محمد العميمي، بعدما عمدت إلى مداهمة محل سكنى العائلة. وقدم هذا الطالب على أنه من رموز الفصيل القاعدي، الذي يهيمن على جامعة فاس بجميع تخصصاتها. وقد سبق للسلطات أن اعتقلت هذا الطالب سنة 2009، وقضى 3 أشهر بالسجن المحلي عين قادوس، قبل أن تتم إدانته بشهرين موقوفي التنفيذ و500 درهم غرامة مالية. وانتقلت عناصر الشرطة، أول أمس السبت، إلى دوار علالة بمنطقة غفساي التابعة لإقليم تاونات لاعتقال الطالب عبد النبي شعول الملقب ب«عبد الله». وتم استقدامه إلى ولاية أمن فاس لتعميق البحث معه في التهم الموجهة إليه، وأودع السجن المحلي في انتظار النظر في ملفه. وفي بلدة تيمحضيت بضواحي أزرو، اعتقلت الشرطة ناشطين من نفس الفصيل، أحدهما طالب سابق يعد من أبرز رموزه السابقة بالجامعة، ويقدم على أنه من أهم الكوادر التي يتوفر عليها التيار على الصعيد الجهوي، ولا زالت المحكمة تتابعه في ملف سابق في حالة سراح. وكان تدخل عناصر الأمن لاعتقال هؤلاء الطلاب، يوم الأربعاء الماضي (18 يوليوز)، قد تحول إلى مطاردات هوليودية. فقد داهم رجال الأمن المقهى الذي يوجد فيه الطلبة، وتمكنوا من اعتقال الطالب السابق إسماعيل بوبيع، والطالب هشام بولفت، في حين نجح الطالب القاعدي عبد الوهاب الرمادي في الفرار، وتوجه نحو غابة مجاورة، لكن تم اعتقاله بدوره لاحقا، وأحيل على السجن المحلي عين قادوس بفاس بعد تعميق البحث معه، وقد حددت له جلسة التحقيق يوم 18 شتنبر المقبل، في حين أفرج عن كل من إسماعيل بوبيع وهشام بولفت بعد التحقيق معهما. أما الطالب محمد صالح، الذي يواصل دراسته في سلك الماستر بكلية الحقوق بالرباط، والذي سبق له أن قضى سنة رهن الاعتقال على خلفية أحداث شهدتها الجامعة في سنة 2009، فقد تم اعتقاله بمدينة صفرو بناء على تهم موجهة إليه تتعلق بأحداث شهدتها احتجاجات بالمدينة في 20 و21 فبراير من السنة الماضية. وقررت المحكمة الابتدائية للمدينة الحكم بعدم الاختصاص وهي تنظر في ملفه، وتقرر إحالته على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس، وتم نقله بدوره إلى السجن المحلي عين قادوس. وكان الفصيل القاعدي قد غادر في الآونة الأخيرة أسوار الجامعة للتظاهر في الشارع إلى جانب فعاليات من شبان ما يعرف بحركة 20 فبراير، وتيارات يسارية أخرى، بعدما أعلنت جماعة العدل والإحسان ذات التوجه الإسلامي انسحابها من الحركة. وعادة ما تنتهي هذه الاحتجاجات بالمواجهات مع القوات العمومية. ويعمد رجال الأمن إلى اللجوء إلى الهراوات، بينما يستعين الطلبة بالأحجار لرشق القوات العمومية. وتخلف المواجهات إصابات في صفوف الطرفين.