الرباط محمد الرسمي قال إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن البيان الذي نسب إلى المكتب السياسي للحزب، وتداولته مجموعة من المواقع الالكترونية ومنتديات التواصل الاجتماعي، هو «بيان مزور ومحاولة للتضليل في أفق استعداد الحزب لمؤتمره المقبل». وأضاف لشكر، في تصريح ل«المساء»، أن اجتماع المكتب السياسي للحزب لم يتطرق أبدا إلى نقطة المشاركة في مسيرات حركة 20 فبراير، ولم يصدر أي دعوة للمشاركة في المسيرات الاحتجاجية التي دعت إليها الحركة أمس الأحد، مؤكدا على أن «الاجتماع اقتصر على الاستماع إلى تقارير اللجان الفرعية المكلفة بالإعداد للمؤتمر المقبل للحزب، وعلى مناقشة الأنشطة، التي من المرتقب أن يشرف عليها أعضاء المكتب السياسي في مختلف المناطق المغربية خلال شهر رمضان». واعتبر لشكر أن أكثر ما يضر بالعمل الحزبي والسياسي هو الخلط والتزوير اللذان قد يطالان حزبا ما، معتبرا أنهما «أخطر من عمليات القمع والسجن التي قد يتعرض لها المناضل السياسي، وقد يتسببان في تضليل الرأي العام، مما يزيد من فقدان الثقة في العملية السياسية برمتها». وكانت مجموعة من المواقع الإخبارية والمنتديات المحسوبة على الحزب قد تداولت بيانا يحمل توقيع المكتب السياسي، يدعو فيه الحزب «مناضليه ومناضلاته وكافة المواطنين إلى التعبئة من أجل إنجاح مسيرات 22 يوليوز، والتي تنظمها حركة 20 فبراير في مجموعة من المدن والقرى المغربية، من أجل المطالبة بإسقاط الفساد والاستبداد، وتحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة التامة بين النساء والرجال». ويضيف البيان المزور أن هذه الدعوة «تأتي لاقتناع الحزب بمشروعية المطالب، التي ترفعها حركة 20 فبراير، من أجل المطالبة بإقرار المزيد من الديمقراطية، سواء على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي وجبت التعبئة من أجل إنجاح هذه المسيرات». من جهة أخرى، انتقد أحد أعضاء تيار «اتحاديي 20 فبراير» البيان الذي نسب إلى المكتب السياسي للحزب، معتبرا أن «ترويج هذا البيان – الإشاعة في هذا التوقيت بالذات، هو عمل مقصود من طرف قيادة الحزب»، معتبرا أن هذه الدعوة حتى وإن صحت، «فإنها جاءت جد متأخرة، في محاولة من بعض ديناصورات القيادة الحالية لاستمالة المناضلين من أجل الالتفاف على مطلب الرحيل الذي رفعناه في وجوههم». وأضاف نفس العضو، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن القيادة الحالية رفضت الخروج في مسيرات حركة 20 فبراير منذ انطلاقتها الأولى، ضدا على إرادة شريحة واسعة من قواعد وشبيبة الحزب، «وهو القرار الذي تدخلت فيه حسابات سياسوية ضيقة لحفنة من قياديي الحزب، والذين يحاولون الآن استعادة ثقة المناضلين من خلال هذه الدعوات التي جاءت متأخرة كثيرا عن موعدها».