تعود المصارعة المغربية للظهور من جديد بنهائيات الألعاب الأولمبية بعد غياب دام عشرين عاما تراجع خلالها إشعاع هذه الرياضة الأولمبية العريقة جدا ليشكل التواجد في الأولمبياد هدفا في حد ذاته وإنجازا يحسب للقائمين على هذا النوع الرياضي خاصة أنهم حققوا ذلك في زمن قياسي. وتمكن رياضيان من بلوغ نهائيات الألعاب الأولمبية، ويتعلق الأمر بكل من فؤاد فجاري ابن الجمعية الرياضية للقوات المسلحة الملكية وشكري عطافي أحد أبناء الجالية المغربية بفرنسا والذي يجسد سياسة الانفتاح التي اعتمدتها الجامعة الجديدة والتي أنجحت تنظيم البطولة الإفريقية والمحطة المؤهلة للأولمبياد معا بمراكش. وكان بإمكان المغرب أن يؤهل قرابة ستة رياضيين لولا فارق نقطة أو نقطتين التي كانت تفصل الرياضيين المغاربة عن نظرائهم المصريين والتونسيين إذ كانت تنقص المغاربة فترات الإعداد الطويلة لكنهم اكتسبوا الرغبة القوية في الفوز، مما مكن الفريق الوطني من احتلال المركز الثالث إفريقيا وهي نتيجة لم تحصل عليها المصارعة المغربية منذ 25 عاما. واعتمدت جامعة المصارعة منذ انتخاب فؤاد مسكوت رئيسا جديدا على برنامج استعجالي اعتمد في شقه التقني على انتداب خبير أوزبكي يدعى فوركات إيساييف الذي قاد الفريق الوطني بنجاح لتحقيق نتائج غابت طويلا عن المغرب لينجح مصارع الجيش الملكي فؤاد فجري ابن ال22 ربيعا والذي ينتظره مستقبل واعد في محطتي أولمبياد 2016 و2020 ضمن وزن 55 كيلوغرام للمصارعة الرومانية اليونانية شأنه شأن شكري عطافي القادم من مغاربة فرنسا والذي ينتظر أن يشكل المدخل لالتحاق أبطال آخرين وسيشارك في مسابقة وزن 96 كيلوغرام. وسافر أمس الجمعة وفد المصارعة الذي ضم المصارعين فؤاد فجري وشكري عطافي والمدرب الأوزبكي فوركات إيساييف، بينما سيلتحق رئيس الجامعة لاحقا بلندن لحضور المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي للمصارعة الذي سيعرف تقديم المغرب لطلب استضافة مدينة الجديدة لبطولة العالم للمصارعة الشاطئية عام 2013 حيث ستكون أمامه فرصة إقناع مندوبي 180 بلدا بعدما توفر الترشيح المغربي على موافقة ودعم السلطة المحلية ووزارة الشباب والرياضة. وسيكون فؤاد فجاري هو من سيبدأ باللعب بقاعة مركز الإيكسيل بلندن يوم الأحد 5 غشت حيث ستنطلق اقصائيات وزن 55 كيلوغرام منذ الواحدة زوالا، بينما سيدخل شكري عطافي دائرة المنافسة في وزن 96 كيلوغرام يوم الثلاثاء 7 غشت. وأكد فؤاد مسكوت رئيس الجامعة أن تأهيل مصارعين للأولمبياد يعتبر في حد ذاته إنجازا بالنظر لفترة الانتظار الطويلة وقال في تصريح ل»المساء» قبيل سفر الوفد الرياضي»، «هذا الحدث شكل إعادة الأمل والثقة للشخصية المعنوية للجامعة بجميع مكوناتها بعد سنوات غاب عنها التأهيل والنتائج الإيجابية وهي عودة للأولمبياد بعد غياب 20 عاما وقد جاءت هذه النتيجة بعد وضع برنامج استعجالي جامعي اعتمد في شقه التقني على مدرب أوزبكي أتبث جدارته» وأضاف:» التأهيل لم يكن هينا أمام مصارعين متمرسين وبالتالي فإن طموحنا يبقى هو تحقيق مشاركة مشرفة لكننا واثقون من أنهما سيكونان مثلا للانسان المغربي الذي لا يستسلم بسهولة كما بإمكانهما أن يصارعا بقوة وأن يحققا نتائج جيدة». وتابع:»للفوز بالميداليات استراتيجية أخرى تفرض توفير إمكانيات تتيح إقامة معسكرات خارجية والقيام بحد أدنى من المباريات لا يقل عن 160 مباراة في السنة من الفئة الأولى».