تظاهر أكثر من 2000 مشارك في الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها 23 هيئة مدنية ونقابية وحقوقية ضد الحكم الجائر الذي أصدره القضاء ضد جريدة «المساء» والقاضي بتغريمها 600 مليون سنتيم لفائدة أربعة قضاة في القصر الكبير. المتظاهرون رفعوا لافتات تدين الحكم وتدين تسخير القضاء في معركة إسكات أصوات الصحافة الحرة. استنفار أمني كبير حاصر التظاهرة التي نُظمت في قلب العاصمة الرباط أمام مسرح محمد الخامس، حيث كان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة يتحدث بمناسبة توزيع جوائز الصحافة عن سقوط الطابوهات في الصحافة المغربية، وعن التطور الذي عرفته المهنة، أما أصوات المحتجين خارج قاعة المسرح فكانت تجيبه بشعار المحتجين: «الناصري سير فحالك الصحافة ماشي ديالك» وشعار: «هذا عار هذا عار «المساء» في خطر». عناصر الأمن والقوات المساعدة حاصرت التظاهرة من جهتين، ومنعت آلاف المواطنين من كل الاتجاهات والتيارات والحساسيات من الالتحاق بأصوات الاحتجاج التي قال الفنان أحمد السنوسي وسطها: «إن القضاة الذين أصدروا هذا الحكم.. قاضين الغراض... وإن المواطنين الذين خرجوا اليوم للاحتجاج على خنق «المساء» خرجوا للدفاع عن تعدد الرأي وعن منع الحاكمين من خنق الأصوات الأخرى». أحمد وايحمان، منسق الهيئات التي دعت إلى التظاهرة، ألقى كلمة «ندد فيها بالحكم الصادر ضد «المساء»، وعدد مجمل الخروقات التي تعرفها حرية التعبير في العهد المسمى جديدا». أما الصحافي علي المرابط، الممنوع بحكم قضائي من ممارسة المهنة لمدة 10 سنوات، فقد أعلن وسط التظاهرة عن عودته إلى المغرب وعن استعداده لإصدار جريدة «دومان» مرة أخرى ضدا على حكم العلوي. رشيد نيني وتوفيق بوعشرين عن جريدة «المساء» شكرا في نهاية الوقفة الاحتجاجية الهيئات التي دعت إليها والمشاركين فيها من كل ألوان الطيف السياسي المغربي، ووعدا الجمهور بأن تظل «المساء» على خطها التحريري المناهض للفساد وخرق حقوق الإنسان والريع، والمدافع عن حق الناس في الخبر والمعرفة بكل مهنية واستقلالية، وقالا: «إن هيئة تحرير «المساء» مستعدة للذهاب بعيدا في الدفاع عن هذه المؤسسة وعن القيم النبيلة التي تحركها، وإن تسخير القضاء لإقفال الصحف مصيره الفشل لكن نتيجته هي العودة إلى ظلام العهد الماضي». استنفار أمني كبير طوق التظاهرة الاحتجاجية التي وصل صوتها إلى داخل القاعة، حيث أعلن محمد العوني، الفائز بجائزة الإذاعة، عن تضامنه مع «المساء»، وعن إدانته للحكم الصادر ضدها، وهو أمر قوبل بتصفيق ومساندة جموع الصحافيين في قاعة المسرح. وهذا شريط فيديو عن الوقفة: