حذر تقرير دولي من خطورة تنامي العلاقة بين تنظيم القاعدة في الغرب الإسلامي الإرهابي وجبهة البوليساريو. وأكد أن توطد هذه العلاقة يشكل تهديدا حقيقيا على المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل والصحراء. ودق ناقوس خطر عمليات مسلحة يمكن أن تشنها هذه الجماعات على بعض دول المنطقة، وخص منها بالذكر موريتانيا والنيجر، بالإضافة إلى مالي، التي انطلق فيها فعليا تنزيل هذا السيناريو. وخلص التقرير، الذي أنجزته مجموعتان دوليتان للتفكير، هما مجموعة «سوفان» المتخصصة في البحث في القضايا الإستراتيجية وكذلك المجموعة الأمريكية «أتلانتيك كانسيل»، إلى أن توطد العلاقة بين تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وجبهة البوليساريو تهديد حقيقي لمنطقتي المغرب العربي والساحل والصحراء. واستدل على هذه الخطورة بما تم تسجيله في الفترات الماضية من حالات اختطاف استهدفت ناشطين إنسانيين يحملون جنسيات غربية، ويتحدرون بالخصوص من إسبانيا وإيطاليا. وفي هذا السياق، أكد التقرير تورط جبهة البوليساريو في عمليات اختطاف استهدفت رعايا دول غربية في المنطقة، حيث إن عملية الاختطاف التي راح ضحيتها مواطنون إسبان في شهر أكتوبر الماضي نفذتها، وفق التقرير، عناصر من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بتواطؤ وتنسيق مع عناصر من جبهة البوليساريو. وحذر التقرير المنتظم الدولي من إمكانية اتساع رقعة هذه الاختطافات، متوقعا أن يشهد عددها ارتفاعا في الفترات المقبلة، خصوصا أن «شباب الجبهة المحبط جراء الأوضاع التي يعيشها بات صيدا سهلا للجماعات الإرهابية» يضيف التقرير، مؤكدا أن «هؤلاء الشباب صاروا أداة تلك الجماعات لتنفيذ عمليات اختطاف أو تنشيط تهريب المخدرات ومواد أخرى كالسجائر، وغيرها من الأنشطة الإجرامية، ومن بينها الجريمة المنظمة». وأولى التقرير أيضا اهتماما ملحوظا بتداعيات سقوط نظام القذافي في ليبيا على نشاط الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، ودق ناقوس الخطر الناجم عن تمكن هذه الجماعات من الحصول على أسلحة، بالإضافة إلى تعزز صفوفها بمقاتلين حاربوا إلى جانب القذافي وفروا نحو الصحراء خوفا من متابعتهم قضائيا بعد سقوط نظام العقيد الليبي السابق. ونبه التقرير أيضا إلى خطورة أن تعمد هذه الجماعات إلى ربط علاقات مع مثيلاتها في مناطق أخرى من القارة السمراء، وذكر بالخصوص «حركة الشباب» بالصومال، إلى جانب «حركة بوكو حرام» النيجيرية. وكانت تقارير دولية، أمريكية وأوربية، حذرت في وقت سابق من تنامي أنشطة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، خصوصا بعد الأحداث التي عرفتها دولة مالي في الأشهر الثلاثة الأخيرة.