نقل 94 طفلا من مخيم السعيدية التابع للنيابة الإقليمية لوزارة الشبيبة والرياضة ببركان، مساء أول أمس، على وجه السرعة إلى مستشفى الدراق بمدينة بركان، على متن عدد من سيارات الإسعاف، بعد شعورهم بمغص مَعِدي وأوجاع في الرأس، عزتها بعض الأخبار إلى تسمم غذائي، في الوقت الذي لم تسجل أعراض لذلك من قبيل القيء (إلا عند طفلين) أو الإسهال أو ارتفاع في الحرارة، فيما عزتها أخبار أخرى إلى ضربة شمس أو أكلة تناولها الأطفال خارج المخيم. وفي اتصال بأحد أطباء الطاقم المعالج بالمستشفى ذاته، صرح ل«المساء» بأنه تم إخضاع جميع الأطفال لفحوصات طبية وتحليلات مخبرية أكدت أنه ليس هناك أي حالة تدعو إلى القلق، وأنه لا يمكن الجزم بأي سبب من الأسباب إلا بعد الكشف عن نتائج التحليلات المختبرية والتقارير الطبية، كما تم السماح لجميع الأطفال بالخروج والعودة إلى مخيمهم في نفس اليوم. وسجلت أعراض مرضية لدى 94 طفلا من جماعة جمعية التربية والتنمية القادمة من مدينة فاس، البالغ عدد أطفالها 240 مستفيدا تتراوح أعمارهم ما بين 8 و14 سنة، من أصل 6 جماعات تضم 1040 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 7 و14 سنة قدموا من جميع مناطق المغرب، كما أن جميع الجماعات تتوفر على مطبخ وتستهلك الوجبات المهيأة بأيدي نفس الطباخين ومساعديهم. أما الأعراض، فتمثلت في أوجاع في الرأس ومغص في الأمعاء دون أن تسجل أية حالة في صفوف المدربين والأطفال الآخرين من نفس الجماعة، وقد تدخلت في الحين جميع السلطات المحلية، وعلى رأسها عامل إقليمبركان والفرق التقنية والطبية المختصة، بالإضافة إلى مسؤولي مندوبية وزارة الشباب والرياضة، إذ انتقل الجميع إلى المستشفى الإقليمي الدراق بمدينة بركان من أجل الوقوف، عن كثب، على الحالات، فتبين للجميع أن الحالات لا تشكل أية خطورة على صحة الأطفال، إذ تم إرجاع جميع الأطفال المعنيين إلى المخيم سالمين على متن حافلة وضعتها السلطات الإقليمية تحت تصرف مندوبية وزارة الشبيبة والرياضة. من جهتها، صرحت صباح الطيبي المندوبة الإقليمية لوزارة الشبيبة والرياضة ببركان، ل«المساء» أن الأطفال يحظون بالعناية اللازمة حيث تسهر لجنة صحية على تتبع أوضاع الأطفال جميعهم وتقوم بإعطائهم توجيهات ونصائح صحية وقائية لتجنب جميع الاحتمالات في مثل ظروف التخييم، مؤكدة أنه لا داعي للقلق، كما أكدت أن الأطفال يتناولون وجبات غذائية من جودة عالية، وفي ظروف صحية ملائمة داخل المخيم المجهز بجميع المستلزمات تحت إشراف مؤطرين مؤهلين. ومن جهته، أكد الأستاذ الوردي، رئيس فرع جمعية التربية والتنمية من فاس أن الأطفال المصابين أمضوا بعض الوقت، منتصف النهار، في الشاطئ وعادوا إلى المخيم متأخرين شيئا ما لتناول وجبة الغداء كعادتهم وكباقي أطفال المخيم، والتي كانت تتضمن سلطة ولحما مفروما (كفتة) وأرزا وخبزا ومشروبا غازيا في ظروف جدّ عادية وملائمة، وبعد ساعات أحس بعضهم بمغص في البطن وأوجاع في الرأس، فتم عرضهم على الأطباء. يذكر أن مخيم السعيدية التابع للنيابة الإقليمية لوزارة الشبيبة والرياضة، يستقبل خلال كل موسم اصطياف، أكثر من 1100 مستفيد من المخيم موزعين على فضاءات للتخييم خاصة بالأطفال من 8 إلى 14 سنة موزعين على خمس جماعات، جماعة الكشاف المغربي، وجماعة التربية والتنمية والجمعية الوطنية للتربية والثقافة وحركة الطفولة الشعبية وجماعة الكشاف الوطني، قدموا من مختلف المدن المغربية، يؤطرهم أكثر من 70 منشطا و30 منشطة تحت إشراف طاقم إداري مكون من 12 إداريا.