نقل 27 طفلا من مخيم السعيدية، التابع للنيابة الإقليمية لوزارة الشبيبة والرياضة في بركان، صباح يوم الأحد 25 يوليوز 2010، على وجه السرعة، إلى مستشفى الدراق في مدينة بركان، بعد شعورهم بمغص مَعِدي وأوجاع في الرأس عَزَتْها بعض الإشاعات إلى تسمم غذائي، في الوقت الذي لم تسجل أعراض لذلك، مثل حالات القيء أو الإسهال أو ارتفاع في الحرارة. وفي اتصال بالطبيب المعالج، الدكتور مركوم، الذي أحاط الأطفال بالعناية الطبية في المستشفى ذاتها، صرح ل«المساء» بأنه تم إخضاع جميع الأطفال لفحوصات طبية وتحليلات مختبرية أكدت أن الأمر لا يتعلق بتسمم غذائي، قبل إحالة الجريدة على المدير الجهوي لوزارة الصحة الدكتور عبد القادر باستون، الذي أكد أن نتائج التحليلات والتقارير الطبية أجمعت على أن الأمر لا يتعلق بتسمم غذائي، ولم تشر إلى أي خطر ما، وإلا لما تم تحرير الأطفال وتسريحهم وإعادتهم إلى مخيمهم في نفس اليوم، «ولو كان هناك تسمم لكانت الأعراض ظاهرة وأكّدتها التحليلات التي أنجزت، ولَتطلَّب الأمر الاحتفاظ بالأطفال المصابين في المستشفى، 24 ساعة على الأقل». وقد انتقلت «المساء» إلى المخيم في السعيدية وعاينت الأطفال المصابين الذين نقلوا إلى المستشفى وأعيدوا في اليوم ذاته، حيث كان الجميع في حالة صحية عادية ونشطين داخل خيامهم وخارجها، بعد زوال يوم الثلاثاء، يشتغلون بأنشطة بسيطة في البستنة يغرسون شجيرات أمام الخيام في انتظار وجبة الغذاء. ومن جهتها، صرحت صباح الطيبي، المندوبة الإقليمية لوزارة الشبيبة والرياضة في بركان، بأن الأطفال يحظون بالعناية اللازمة، حيث انتقلت إلى المخيم لجنة صحية لتتبع أوضاع الأطفال جميعهم وإعطائهم توجيهات ونصائح صحية وقائية لتجنب جميع الاحتمالات التي تقع في مثل ظروف التخييم، مؤكدة أنه لا داعي للقلق. «أنا في صحة جيدة وأشعر بالقوة ولا أعاني أي آلام...»، يصرح أحد الأطفال، مرفقا قوله بحركة اليدين المرفوعتين إلى الأعلى... وأصدر مسؤولو المخيم بلاغا جاء فيه أن مخيم السعيدية، التابع للنيابة الإقليمية لوزارة الشبيبة والرياضة في بركان، عرف صباح يوم الأحد 25 يوليوز 2010 أعراضا مرضية سُجِّلت لدى 27 طفلا من جماعة الكشاف الوطني، البالغ عددهم 200 مستفيد، تتراوح أعمارهم ما بين 8 و14 سنة، موزعة على مجموعتين، المجموعة الفرعية الأولى مكونة من فرع تازة وفرع «سوق السبت» (100 مستفيد)، والمجموعة الفرعية الثانية مكونة من فرع فاسالمدينة وفرع فاس البطحاء (100 مستفيد). وأوضح البلاغ أن الجماعة الفرعية الثانية لم تعرف أي حالة تسمم، مع العلم بأن المجموعتين الفرعيتين تأكلان من نفس المطبخ ونفس المواد من أيدي الطباخة ونفس العمال. أما الأعراض، فقد كانت متمثلة في أوجاع في الرأس ومغص في الأمعاء، دون أن تسجل أي حالة في صفوف المدربين. وقد تدخلت في الحين جميع السلطات المحلية وعلى رأسها عامل إقليمبركان والفرق التقنية والطبية المختصة، بالإضافة إلى مسؤولي وزارة الشباب والرياضة، مركزيا وإقليما، حيث انتقل الجميع إلى عين المكان، أي إلى المستشفى الإقليمي الدراق في مدينة بركان، من أجل الوقوف عن كثب على الحالات، حيث تبين للجميع أن الحالات المسجلة لا تشكل أي خطورة على صحة الأطفال، إذ تم إرجاع جميع الأطفال المعنيين إلى المخيم، سالمين. وأشارت نتائج الفحص الطبي المدقق إلى أن الأمر لا يتعلق بتسمم غذائي وإنما بعدم تنظيف الجماعة لمطبخها. وقد تم توقيف الطباخة على الفور واستعادت قيادة المخيم زمام تسيير هذا المخيم الفرعي، تنشيطا واقتصادا وتدبيرا، حيث عرفت الجماعة المخيمة منذ مساء اليوم الموالي أنشطة تربوية مكثفة وتغذية جيّدة.