الرباط-المهدي السجاري وصف معتقل سابق في غوانتانامو فترة اعتقاله في سجن سلا 2، بعد الإفراج عنه من معتقل غوانتانامو ب»الفظيعة»، والتي لم يصادفها حتى خلال وجوده رهن الاعتقال في المعتقل الأمريكي، وقبل ذلك خلال عمليات التحقيق في قندهار الأفغانية. واعتبر محمد مازوز، في ندوة نظمتها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، صباح أمس في الرباط، تحت عنوان «نشر السيدا في صفوف المعتقلين الإسلاميين جريمة لم يشهدها معتقل غوانتانامو»، أن «الأوضاع في معتقل غوانتانامو لم تصل إلى ما يرتكب في المغرب، حيث إن الجيش الأمريكي، ورغم عدم وجود رقيب عليه، كان يحترم المعتقلين، رغم وجود بعض التعذيب، وكان يوفر التطبيب والطعام الكافي للمعتقلين، على خلاف ما يقع في المغرب». وقال المتحدث نفسه إن «الجنود الذين دنسوا القرآن في معتقل غوانتانامو كانوا مأمورين بذلك، إما من طرف رؤسائهم في المعتقل أو من خلال قرارات عليا وذلك من أجل استفزازنا، أما في المغرب فمثل هذه الأمور تحدث من طرف مسلمين، وعندما نحتج على ذلك تتخذ إجراءات قاسية في حقنا». من جهته، اعتبر الشيخ حسن الكتاني أن «نشر السيدا في صفوف المعتقلين الإسلاميين ينم عن حقد وكراهية تجاه باقي البشر، ويؤكد وجود رغبة في إعدامهم إعداما بطيئا، والتلذذ بتعذيبهم، فما الفرق بين هذا وما تفعله شبيحة الأسد الذين يتلذذون بقتل الناس وهم أحياء؟». وتحدث الكتاني عن كون «مندوبية السجون تفننت في إذلال وتعذيب من كان في سجني سلا وتولال، وكل هذا يحتاج إلى فتح تحقيق حقيقي جاد وسريع لمعرفة المجرمين الذين اقترفوا هذه الجرائم، وينبغي أن يحاسب هؤلاء حسابا عسيرا وأن يأخذوا جزاءهم كما يأخذه أي مجرم يرتكب جريمة نكراء في حق البشر». إلى ذلك، نوهت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين السياسيين، بالتقرير الذي أنجزته لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان، داعية في نفس السياق إلى إجراء خطوات مماثلة في عدد من السجون، وعلى رأسها سجني سلا 2 وتولال 2. واعتبرت اللجنة أن «تقرير لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان نزل كالصاعقة على حفيظ بنهاشم، الذي ظل ينفي كل ما يقع من انتهاكات، علما أن سجن عكاشة لم تثر فيه قضايا التعذيب والاغتصاب وهتك الأعراض وتدنيس المصاحف، فكان الأحرى بلجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان زيارة سجن سلا 2 وتولال 2، اللذين بحت الحناجر حول الفظاعات والبشاعات التي شهدها المعتقلون داخلهما». واعتبرت اللجنة المشتركة أن «نشر فيروس فقدان المناعة المكتسب جريمة لا تقل أهمية عما قامت به الممرضات البلغاريات في ليبيا، وهذا فعل إجرامي شنيع كان متعمدا، وهو ما لم تقم به أمريكا في سجن أبو غريب وحتى في غوانتانامو». ودعت رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، إلى فتح تحقيق في موضوع «نشر السيدا»، وإجراء فحوصات طبية للكشف عمن أصيوا بعدوى المرض.