استنكر المركز المغربي لحقوق الإنسان ما أسماه حالة «التهميش والحيف» التي تعيش على إيقاعها ساكنة سيدي الطيبي بإقليم القنيطرة، داعيا السلطات المركزية والإقليمية والمحلية إلى ضرورة إيلاء الاهتمام بهذه المنطقة تفعيلا لمشروع الإصلاح الديمقراطي. في السياق ذاته، نظم فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بسيدي الطيبي وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية القنيطرة الغرب الشراردة بني احسن، يوم الخميس الماضي، بهدف تحسيس المسؤولين بمعاناة ساكنة سيدي الطيبي، والمطالبة بمعالجة مشاكلهم بشكل عاجل، والتي تتمثل في ربط الساكنة بشبكتي الماء والكهرباء وحل مشكل التمدرس، والمتمثل أساسا في غياب الثانوية، لساكنة يتعدى تعدادها المائة ألف نسمة، وكذا تأهيل المستوصف المركزي الوحيد بالجماعة والكائن بدوار الحنشة والبعيد عن الكثافة السكانية، وترقيته إلى مستشفى محلي، وتجهيزه باللوازم الضرورية، خاصة قسم للولادة، الذي يقول المركز يتسبب في معاناة يومية لنساء المنطقة، تصل إلى حد الوفيات بسبب غياب هذه المصلحة. كما طالب المركز المغربي لحقوق الإنسان بدعم وسائل نقل التلاميذ، الذين يتنقلون إلى مدينة القنيطرة بالحافلات، في ظل غياب للأمن، الشيء الذي أدى بعديد من بنات المنطقة إلى التعرض للتحرشات من طرف من وصفوهم بالمتسكعين، مما دفع العديد منهن إلى مغادرة أقسامهن. وطالبوا أيضا بحل مشكل أراضي الجماعات السلالية «اولاد الطالب واولاد انصر» والتي لازال يكتنفها «الغموض» بحسب تعبير بلاغ المركز. وقد أسفرت هذه الوقفة عن تدخل مجموعة من مسؤولي الولاية، بحيث توجت باجتماع عقده الكاتب العام بأمر من الوالي، وبحضور ستة من مسؤولي الولاية، بالإضافة إلى قائد جماعة سيدي الطيبي، حيث يضيف مصدر حقوقي اتفق المجتمعون على دراسة بعض النقط، وتأجيل النظر في أخرى، إلى لقاء تواصلي آخر، ومن ضمن النقط التي اختيرت للبحث وإيجاد حلول عاجلة لها هي مشكل الماء والكهرباء ومشكل الثانوية والمستوصف الصحي. من جهته، أكد الكاتب العام بالولاية في تدخله، على أن برنامج إعادة الهيكلة بسيدي الطيبي، وجب التسريع به وتفعيله على أرض الواقع، مع الربط الفوري للثانويات والإعداديات والمدارس والمستوصف أينما كانت بشبكتي الماء والكهرباء، كما وعد قائد سيدي الطيبي بأنه سيتم قريبا بناء مستوصف بسوق السبت الأسبوعي وتزويد المستوصف القديم المركزي بقسم للولادة بجميع معداته الصحية، والسهر على توفير الأدوية للمرضى وذلك بتنسيق مع مندوب وزارة الصحة، وبأن الثانوية ستستقبل تلامذتها ابتداء من العام الدراسي المقبل، بمقرها الرئيسي بالمنطقة، وكذلك الأمر المتعلق بالمدارس والإعداديات التي هي في طور الإنجاز، كما وعد الساكنة بحل مشاكل السقايات بالمنطقة، والذي يجعل الساكنة تعاني كثيرا من جراء نقص الصبيب وكثرة الطلب على الماء.