نفى توفيق احجيرة، رئيس اللجنة التحضيرية الوطنية لمؤتمر حزب الاستقلال، أن يكون طرد من قاعة اجتماع لجنة القوانين والأنظمة التي انعقدت مساء الأربعاء المنصرم، مضيفا في اتصال مع «المساء» أنه كان في اجتماع آخر قبل أن يتم الاتصال به باعتباره رئيس اللجنة التحضيرية قصد تسوية خلاف في وجهات النظر بين أعضاء داخل لجنة القوانين والأنظمة في اجتماع ماراطوني استمر إلى وقت متأخر من الليل. وأوضح احجيرة بهذا الخصوص أن الأمور لم تصل إلى حد طرده من الاجتماع، بل كل ما حصل أنه وقع «بلوكاج» وتم حله بطريقة روعيت فيها المصلحة العليا للحزب. واعتبر احجيرة أن مثل هذه الخلافات، بل حتى التشنجات التي تقع داخل الحزب الواحد، ظاهرة صحية إذا كان الدافع إليها هو الانتصار للمبادئ المؤسسة للحزب وليس المصالح الضيقة.
بات مؤتمر الاستقلاليين، الذي من المفترض أن يكون افتتح مساء أمس الجمعة بالرباط، مهددا بالانفجار والفشل بعد «النفق المسدود» الذي دخله الحزب إثر الخلافات التي اندلعت بين تياراته المتصارعة حول من سيخلف الأمين العام الحالي عباس الفاسي على رأس الحزب. واضطر عباس الفاسي إلى جمع أعضاء اللجنة التنفيذية في لقاء عاجل ببيته ضم المتنافسين حول رئاسة الحزب. وكشفت مصادر استقلالية أن «عباس الفاسي أعلن، أثناء انعقاد أشغال اللجنة التنفيذية مساء أول أمس الخميس، عن سحب عبد الواحد الفاسي ترشحه»، غير أن هذا الأمر لم يتأكد بعد أن اختار عبد الواحد الفاسي التزام الصمت. وعزت مصادر «المساء» هذا الانسحاب إلى كون التيار المحسوب على عباس الفاسي قد اهتدى إلى الدفع بمرشح آخر لشغل منصب الأمين العام وهو محمد الوفا، وزير التربية الوطنية الحالي. فيما تتحدث مصادر أخرى عن تداول اسم عادل الدويري، عضو اللجنة التنفيذية للحزب لشغل هذا المنصب. وكانت لافتةً خلال اجتماع اللجنة التنفيذية، تقول مصادرنا، محاولةُ الأمين العام الدفع في اتجاه تأجيل موعد الحسم في هوية المرشح للأمانة العامة وانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية إلى ما بعد محطة المؤتمر. وقوبل هذا الطلب برفض أغلبية أعضاء اللجنة، فيما دافع الأعضاء المحسوبون على تيار شباط عن ضرورة انتخاب الأمين العام للحزب أثناء هذا المؤتمر. وقد اقترح اجتماع اللجنة التنفيذية إحداث لجنة تنظر في طلبات المرشحين للأمانة العامة للحزب. واعتبرت مصادر الجريدة هذه الخطوة مقدمة لتأجيل الحسم في انتخاب الأمين العام للحزب إلى ما بعد المؤتمر، لافتة إلى أن هذا المقترح «كان هو الحل الوحيد لتجنيب الحزب خطر الانفجار قبل ساعات قليلة من موعد انطلاق المؤتمر». ووفق مصادرنا، فإن عبد الحميد شباط، الذي وضع ترشيحه لتولي منصب الأمانة العامة للحزب قبل أيام فقط، قال في اجتماع اللجنة التنفيذية إنه «لن يتنازل عن ترشيحه، مهما كانت الجهة التي سيصدر عنها الأمر بذلك، مبديا تشبثه بحظوظه في نيل منصب الأمانة العامة. وحسب مصادرنا دائما، فإن شباط أكد، خلال هذا الاجتماع، أنه يحترم عبد الواحد الفاسي كمناضل داخل حزب الاستقلال ويقدر دوره في الحزب، وأنه لم يترشح قط ضد عبد الواحد الفاسي. وسادت أجواء من الغموض ساعات قليلة قبل انطلاق المؤتمر بشأن ترشح الفاسي من عدمه، إذ أكد مقرب منه عودته إلى السباق. ولم يستبعد المتحدث ذاته أن يكون سحب الفاسي لترشيحه مناورة منه لجس نبض شباط. وقد سبق أشغالَ اللجنة التنفيذية، التي احتضنها منزل عباس الفاسي، اجتماعٌ ضم كلا من محمد الوفا، القيادي في حزب الاستقلال، وعبد الحميد شباط، المرشح لمنصب الأمانة العامة للحزب، بغاية إقناع شباط بالعدول عن قراره الترشح، لكن دون أن ينجح الوفا في ذلك، حيث خاطب شباط الوفا قائلا: «لن أسحب ترشيحي وأنا مرشح حتى الموت لهذا المنصب، ولن يكتمل المؤتمر حتى يتم انتخاب أمين عام جديد للحزب». وفي المنحى ذاته، قال قيادي في حزب الاستقلال، رفض الكشف عن هويته، إنه «إلى حدود الآن، لم تتضح ملامح هويات المرشحين لمنصب الأمانة العامة للحزب، وكل الجهود المبذولة في هذه اللحظة تبتغي شيئا واحدا هو تجنيب الحزب خطر الانقسام بعد نهاية أشغال المؤتمر لأن وجود تيار خاسر وآخر رابح يهدد وحدة الحزب في المستقبل، الشيء الذي من الممكن أن يخلق احتقانا يؤدي بالتيار الخاسر إلى القيام بخطوات ربما تسيء إلى صورة حزب الاستقلال».