تحول اجتماع لجنة القوانين والأنظمة التابعة لحزب الاستقلال، مساء أول أمس الأربعاء، إلى ساحة للتشابك بالأيادي وتبادل السباب والاتهامات بين أنصار كل من عبد الواحد الفاسي وحميد شباط اللذين يخوضان سباق التنافس على رئاسة الحزب خلفا لعباس الفاسي. وذكرت مصادر مطلعة أن أجواء من التوتر سادت هذا الاجتماع بعد أن تم استدعاء توفيق احجيرة، رئيس اللجنة التحضيرية الوطنية، على عجل، في حدود الساعة الثانية صباحا من أجل المصادقة على ما انتهت إليه أشغال اللجنة من تعديلات بخصوص القانون الأساسي للحزب، ليتم رفعها بعد ذلك إلى المؤتمر، مشيرة إلى أن هذا الاستدعاء أثار حفيظة المحسوبين على شباط، والمكونين أساسا من الشبيبة واستقلاليي فاس، الذين لم يترددوا في مهاجمة الخوراني واحجيرة وسحب الميكروفون منهما قبل أن يتم طردهما خارج القاعة. ووفق المصادر ذاتها، فإن مهاجمة المحسوبين على شباط للخوراني واحجيرة جاء بعد أن فوجئوا بمحاولة رئيس اللجنة تمرير تعديلات على القانون الأساسي لم يتم الحسم فيها خلال الجلسة التي انطلقت في حدود الساعة الثالثة عصر أول أمس وامتدت إلى حدود منتصف الليل، لافتة إلى أنه، على امتداد تلك الساعات الطويلة، لم يتمكن أعضاء اللجنة من البت فيما يقارب نصف القانون الأساسي للحزب. ووفق مصادرنا، فإن النقاش انصب على المقتضيات القانونية المتعلقة بالأمانة العامة، ومجلس الرئاسة، ولجنة التحكيم والتأديب، واللجنة المكلفة بمراقبة مالية الحزب، واللجنة المركزية، دون أن يتم الاتفاق على أي شيء بخصوصها، موضحة أن إفشال مخطط الخوراني في تمرير التعديلات التي أدخلها اضطر اللجنة التحضيرية إلى نقل الصراع بين التيارين إلى ساحة المؤتمر، مما سيجعل نقاشات المؤتمرين تكون ساخنة، وتنذر بتعطيل أشغال المؤتمر. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن الصراع سينصب على نقطتين رئيستين، هما شروط الترشح لمنصب الأمين العام، وخفض سن العضوية في هيئات الحزب بالنسبة للشباب إلى 35 عاما عوض 40 سنة، التي ينص عليها قانون الحزب الحالي، حيث يرى شباط ومن معه بأنه مستهدف بتلك الإجراءات، خاصة من خلال اشتراط توفر المرشح للأمانة العامة على ولايتين في اللجنة التنفيذية. إلى ذلك، انتفض مجموعة من أعضاء لجنة القوانين في وجه مسؤولي الحزب، بعد أن اتهموهم ب«تجويعهم»، «واحتجازهم» بعد أن تماطلوا في تقديم وجبة العشاء قصد دفعهم إلى المغادرة دون إتمام أشغال اللجنة. ولم يتوصل المحتجون بوجبة العشاء إلا في حدود الساعة الثانية من صباح أمس، فيما ينتظر أن تكفر قيادة الاستقلال عن «تجويع» مناضليها بتخصيص وجبة دسمة مكونة من «اللحم والبرقوق والدجاج والموندا» خلال أشغال مؤتمر رصدت له ميزانية تقدر ب 400 مليون سنتيم. من جهة أخرى، ترددت بشدة طيلة ليلة أول أمس الأربعاء في الأوساط الاستقلالية أنباء عن ترشح وزير التربية الوطنية محمد الوفا لمنصب الأمين العام، قبل أن تخف حدة تردد تلك الأخبار صباح أمس، فيما لم تستبعد مصادر من اللجنة التحضيرية أن يتم الدفع بالوفا كمرشح للعائلة الفاسية بدل الفاسي. يأتي ذلك في وقت لم يستبعد مصدر مقرب من شباط أن يرجئ الوفا إعلان ترشحه إلى المؤتمر، معلقا على إمكانية تعويض وزير التربية الوطنية لنجل مؤسس الحزب بالقول: «مبروك مسعود». وفيما ينتظر أن تكون أشغال المؤتمر، الذي سيحضره 5000 استقلالي، ساخنة، استبق التياران المتصارعان اصطدامهما يوم غد السبت بنهج سياسة «القبل»، إذ كان لافتا صباح أمس بالمقر العام للحزب تبادل القبل بين المحسوبين على هذين التيارين و«كأن شيئا لم يقع في مملكة علال الفاسي».