- ما تقييمك لقرار المحكمة الدستورية بإسقاط لائحة العدالة والتنمية الانتخابية بطنجة؟ قرار المحكمة الدستورية استند على طعن غريب تقدم به عضو من «الأصالة والمعاصرة» بطنجة، وتكمن غرابة هذا الطعن في ادعاء هذا الشخص بأن لائحة «العدالة والتنمية» تضمنت رموزا دينية أدت إلى التدليس على المواطن، وكأن الناخب صوت على الصومعة وليس على مرشحي العدالة والتنمية. لقد أثرنا في مذكرتنا الجوابية الموجهة إلى المحكمة الدستورية إشكالية انتحال المدعو عادل الدفوف صفة غير قانونية، حيث ادعى بأنه وكيل لائحة «الأصالة والمعاصرة» في الانتخابات، في حين أن الجميع يعلم بأنه كان في المرتبة الثانية في اللائحة وراء فؤاد العماري، وقدمنا الوثائق المثبتة لذلك، وهذا المعطى كان يفترض أن يتم بخصوصه رفض الطعن، لكننا فوجئنا بقبوله وبإسقاط لائحة برلمانيي العدالة والتنمية بطنجةأصيلة. كما استغربنا سبب إلغاء الانتخاب، وهو استعمال الرموز الدينية، فلا يوجد أي بند قانوني يتحدث عن الرموز الدينية أو يحددها أو يصفها، لأن الحكم بشكل عام ببطلان الانتخاب بسبب استعمال الرموز الدينية قد يفسح المجال أمام عدة تأويلات يمكن أن تؤثر على استقرار النتائج الانتخابية مستقبلا. فمن يستطيع الآن أن يحدد بدقة ما هي الرموز الدينية؟ إن خطورة الأمر قد تصل إلى إسقاط لائحة مرشح ملتح قد يُتهم باستعماله اللحية لأنها رمز ديني. وهذا ما دفعني إلى التصريح بأن الطعن الذي تقدم به عادل الدفوف مصيبة وفضيحة سياسية بكل المقاييس، وقد قصدت بانتقادي هذا الطعن الذي تقدم به الأصالة والمعاصرة، وليس قرار المحكمة الدستورية، الذي نحترمه ونتقبله مهما كانت لدينا من ملاحظات. - وما رأيك فيمن يقول إن القرار جاء بعد أن تحدث الوزير نجيب بوليف عن بعض شركات الهولدينغ الملكي واستفادتها من دعم صندوق المقاصة، يعني «ضرْبة بضرْبة»؟ في الواقع لا أظن أن قرار المحكمة الدستورية جاء في سياق الحديث عن هذا الأمر، وأعتقد أنه مجرد تزامن بين الأمرين، على اعتبار أن المحكمة الدستورية تدرس الملفات مدة شهور ولا تحكم فيها إلا بعد مدة من جاهزيتها. لا يوجد أي مبرر لدى المحكمة الدستورية لإسقاط الانتخاب بسبب تصريحات وزير الشؤون العامة في برنامج تلفزيوني، ولا توجد أي مؤشرات على هذا الأمر، وأعتقد بأنه لا علاقة بين الحدثين، رغم أنهما وقعا في أسبوع واحد. - ألا تتفق مع من يقول إن إعادة الانتخابات الجزئية في طنجة مسألة إيجابية، لأن العدالة والتنمية سيختبر شعبيته التي اندحرت مع الزيادات الأخيرة في الأسعار؟ نحن نعتبر أن هذه الإعادة فرصة لمزيد من التواصل الميداني مع المواطنين، وعلى الرغم من أن الحزب في تواصل دائم عبر برلمانييه ومستشاريه وأطره التنظيمية مع الساكنة، فإن الحملة الانتخابية يكون لها عادة طعم خاص. وهذه بالفعل فرصة لنؤكد أننا حزب حقيقي ذو عمق شعبي كما كنا دائما، بخلاف الأصالة والمعاصرة، الذي لم يستطع إفساد العمليات السياسية وأصبح يطعن في صورة صومعة مسجد على ورقة. الأصالة والمعاصرة فقد مصداقيته بشكل كامل، وطعن في فوز العدالة والتنمية بالانتخابات البرلمانية بطنجة بادعاء غريب بعدما تيقن من كره الناس له، خاصة بعد الفشل الذريع في تدبير مجلس المدينة والفضائح التي تورط فيها في طنجة. أستاذ جامعي ونائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية بطنجة