حاصر المئات من ساكنة أكادير، من ضحايا البرامج السكنية والملفات العمرانية العالقة، وزير الإسكان وسياسة المدينة، نبيل بنعبد الله، خلال تجمع سياسي لحزب التقدم والاشتراكية مساء أول أمس الخميس في أكادير، حيث عمد السكان ممن باتوا يعرفون بضحايا عملية الهدم إلى رفع الشارة الحمراء وترديد الشعارات، ليتحول اللقاء السياسي إلى ما يشبه جلسة لعرض الملفات السكنية العالقة في أكادير. فبعد كلمة مقتضبة لوزير الإسكان، تم إفساح المجال لأزيد من 23 جمعية لعرض الملفات السكنية التي تعرفها أكادير، في جو مشحون اضطر، معه المنظمون إلى مسايرة رغبة الحاضرين في القاعة، التي شهدت «إنزالا» مكثفا للجمعيات الممثلة لسكان العديد من مناطق أكادير. وقد لوحظ أن ضحايا الهدم كانوا أكثر الحاضرين، حيث صرحت ممثلة هذه الجمعيات أن حكومة بنكيران لم تقدم أي شيء لهؤلاء سوى الجرّافات التي هدمت البيوت على رؤوسهم، كما طالبت الجمعيات بحوار مسؤول مع الوزير من أجل إيجاد حل لهذا المشكل وتنفيذ الوعود التي سبق أن تقدم بها الوالي السابق للضحايا. كما تمت إثارة مشكل «تجزئة الكويرة»، التي ظلت عالقة منذ 1982، ويتعلق الأمر بما يقارب 800 عائلة ما زالت تنتظر الحصول على بقعها، خاصة بعد أن تم وضع مشروع اتفاقية بين بلدية أكادير وشركة العمران لدى مصالح عمالة أكادير -إداوتنان من أجل حل هذه المشكلة، إذ طالب ممثل الجمعية بتفعيل هذه الاتفاقية. أما ضحايا الهدم في جماعة أورير فقد أثاروا قضية نزاعهم مع شركة الهندسة السياحية صاحبة الصك العقاري لمنطقة «تما ونزا»، حيث تم هدم مجموعة من المساكن التي أقيمت على هذا الصك العقاري، ويقول أصحاب هذه المساكن إنهم اشتروا أراضيَّ بناء على عقود ملكية يعود تاريخها إلى أزيد من 400 سنة. وفي السياق ذاته، أثار مجموعة من موظفي بلدية أكادير، المرتَّبين في السلالم الدنيا، قضية عدم استفادتهم من برامج السكن التي تم إطلاقها في أكادير، الأمر الذي اضطرهم إلى اقتحام عمارات تابعة للبلدية لم يتمَّ استغلالها منذ 17 سنة، رغم أنهم اليوم بدون ماء ولا كهرباء. من جهتهم، آثار سكان حي «أغروض بنسركاو»، المجاورون للقصر الملكي، قضية التصنيف العقاري لهذه المنطقة، الذي أضر بهم وحرمهم من بيع ممتلكاتهم أو بنائها، كما أضر بالساكنة التي لم تتمكن من بناء البقع التي اشترتها من هؤلاء الملاك، ونبّه ممثل جمعية «أغروض بنسركاو» إلى أن «ساكنة هذه الأحياء يفقرون إلى كل شيء باستثناء الشمس والأوكسجين». وخُتِم اللقاء الحاشد، الذي تحول إلى مناظرة جهوية حول قضايا التعمير في أكادير، على إيقاع الوعود التي قدمها وزير الإسكان بالنظر في هذه الملفات، إذ دعاهم إلى تشكيل تنسيقية لهذه الجمعية وأعرب عن استعداده للقاء بهم والاستماع إلى مشاكلهم، كما لوحظ في ختام اللقاء وجود كمّ هائل من الملفات التي وُضِعت أمام الوزير من أجل النظر فيها.