رضى زروق يبدو أن 2012 هو عام «ثورة» عدد من الفنانين المغاربة على الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، فيصل العرايشي. فبعد مرور أيام فقط على قيام الفنان الكوميدي الساخر الحسين بنياز «باز» برفع دعوى قضائية ضد العرايشي، قرر الممثل والمخرج والسيناريست البشير سكيرج القيام بنفس الشيء، إذ بدأ إجراءاته وترتيباته للجوء إلى القضاء. وعلمت «المساء» أن سكيرج كلف المحامي والمنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي، محمد زيان، للترافع عنه في القضية التي يعتزم رفعها في القريب العاجل. وكان سكيرج قد أكد في اتصال مع «المساء» أن العرايشي ظل، على امتداد سنوات، يتجاهل مختلف المشاريع الفنية التي يتقدم بها إلى التلفزيون، كما لم يكن يكلف نفسه عناء الرد على مراسلاته ومكالماته واستفساراته (حسب كلام سكيرج). وبالإضافة إلى بنياز وسكيرج، علمت «المساء» أن عددا من المخرجين والفنانين يعتزمون مقاضاة العرايشي، بسبب ما يعتبرونه إقصاء لهم ولأعمالهم واستثناؤهم من الظهور على شاشة التلفزيون بدون مبرر. وتحدثت «المساء» إلى بعض الفنانين المغاربة، رفضوا الكشف عن أسمائهم في الوقت الراهن، وأكدوا أنهم سيلجؤون هذا الصيف إلى القضاء من أجل ما اعتبروه «ضرورة رد الاعتبار لهم وكذا لمعرفة دواعي إقصائهم وتجاهل أعمالهم ومشاريعهم الفنية». وأوضح هؤلاء أنهم سلكوا جميع الطرق القانونية وتقدموا إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بمشاريع فنية كاملة، بما في ذلك الحلقات النموذجية المصورة، والتي مولها البعض منهم من ماله الخاص، غير أن مصير هذه المشاريع كان هو التجاهل، حسب أقوال الفنانين المعنيين. وحاولت «المساء» الاتصال بالعرايشي لأخذ وجهة نظره حول الموضوع، غير أن هاتفه النقال ظل خارج التغطية. وكثرت شكاوى الفنانين المغاربة في الأشهر القليلة الماضية، إذ سبق للممثل محمد مجد أن أكد في حديث ل«المساء» أنه تقدم رفقة فنانين آخرين كمحمد بسطاوي ومحمد خيي وإدريس الروخ بمشروع سلسلة رمضانية عنوانها «جرة البلاد»، كان من المفروض أن تعرض على القناة الأولى. وقال مجد في حديثه: «تقدمنا بمشروع سيتكوم «جرة البلاد» إلى القناة الأولى، وجالسنا بعض المسؤولين في الرباط واتفقنا مبدئيا على أن يمر العمل في رمضان المقبل. بعد ذلك، اتصلوا بنا وأكدوا لنا أننا سنمضي العقود في أجل حددوه في 3 أيام، قبل أن نفاجأ بأطراف دخلت على الخط لتوقف مشروعنا». وأوضح مجد أن أطراف خفية تدخلت وأجهضت مشروع السيتكوم، الذي تمت الموافقة عليه في مرحلة أولى، وعبر عن امتعاضه من تماطل بعض المسؤولين في التلفزيون، الذين برروا موقفهم ب«فوات الأوان وعدم إمضاء أية أعمال في الوقت الراهن»، وقال: «بعض هؤلاء قالوا لنا بالحرف إن أمرا جاء «من الفوق» لعدم برمجة العمل على القناة الأولى، وأنا اليوم أريد أن أعرف من هم هؤلاء الناس الذين يوجدون «الفوق» ويبرمجون ما شاؤوا من أعمال ويقصون أخرى من شبكة برامج رمضان». من جهته، قال سكيرج إنه «سئم من عدم التجاوب مع مختلف المشاريع التي يعدها، مقابل تمرير برامج ومواد تلفزية رديئة المستوى»، موضحا أنه كتب وأعد برامج هادفة موجهة إلى الأطفال والشباب وإلى الأسر المغربية، تلعب وظائف تربوية وتوجيهية، لم تلق تجاوبا من قبل المسؤولين عن التلفزيون. وكان سكيرج قد أكد أنه لا يفهم السبب وراء حظر أعماله، إذ أوضح في هذا الصدد أنه التقى قبل حوالي ست سنوات بنبيل بنعبد الله عندما كان وزيرا للاتصال، واقترح حينها سلسلة من 30 حلقة تحمل اسم «اللي تسحر مع الدراري يصبح فاطر»، فتم الاتصال بالمدير العام ل»دوزيم» آنذاك، مصطفى بنعلي، وتم الاتفاق مبدئيا على عرض العمل في رمضان، قبل أن «تغلق الأبواب والهواتف وجميع قنوات الاتصال»، يقول الفنان المغربي.