تم ليلة الخميس الماضي القبض على المشتبه في ارتكابه الجريمة المزدوجة التي شهدتها بلدة القليعة الثلاثاء الماضي، عندما قام بقتل شابة وطعن شقيقتها التي غادرت المستشفى بعد أن قضت أزيد من ثلاثة أيام في غرفة الإنعاش. فقد اعترض الفاعل سبيل الفتاتين مباشرة بعد مغادرتهما سيارة الأجرة التي كانت تقلهما من أكادير، حيث كان قد رافقهما في نفس السيارة منذ انطلاقها من ساحة البطوار بقلب أكادير. وذكرت مصادر مقربة من التحقيق أن المشتبه فيه، الذي تم القبض عليه، يحمل لقب «البوى» أي الحرباء، حيث كان خبر الهجوم الذي تعرضت له الفتاتان قد أثار حالة من الرعب في صفوف ساكنة القليعة التي تعرف حالة من الانفلات الأمني غير المسبوقة. وأضافت المصادر ذاتها أن المشتبه فيه اعترف أثناء التحقيق التمهيدي معه بارتكابه ما يقارب 80 اعتداء كما سبق أن قضى عقوبة حبسية تصل إلى تسع سنوات خلف القضبان. وذكرت روايات متطابقة أن الفتاتين لم تتوقعا خلال الرحلة من أكادير إلى القليعة أن الشخص الذي كان يشاركهما الرحلة سيهاجمهما بالبشاعة التي وصفتها الفتاة التي نجت من الحادث، حيث قام المشتبه فيه بطعن الهالكة وسلبها ما كان بحوزتها، في حين تعقب شقيقتها في بعض أزقة حي العزيب وقام بطعنها. وفي السياق ذاته، تستعد مجموعة من الفعاليات الجمعوية والحقوقية لتنظيم تظاهرة احتجاجية على الأوضاع الأمنية التي أضحت تعيشها بلدة القليعة، التي يتجاوز عدد سكانها ستين آلف نسمة، في حين تتوفر على مركز وحيد للدرك الملكي لا يتجاوز عدد أفراده العشرة يتم تشغيلهم في مهام ذات طابع إداري تدبيري، في حين أن القليعة، حسب تقارير حقوقية، تحولت إلى قاعدة خلفية لأغلب تجار المخدرات والعصابات الإجرامية، التي اتخذت من بعض الأحياء قواعد دائمة لها، تدير انطلاقا منها مختلف العمليات، كما أن أغلب المشتبه فيهم بارتكاب بعض الجرائم يتخذون من أحياء القليعة مخبأ آمنا لهم بسبب ضعف التغطية الأمنية، الأمر الذي انعكس مؤخرا على ارتفاع عدد الجرائم والاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم بالقليعة. وأمام الوضعية الأمنية التي تعيشها البلدة تعالت مجموعة من الأصوات مطالبة بإنشاء مفوضية للشرطة لإعادة الاستقرار للقليعة، خاصة بعد فشل مجموعة من التجارب في توفير حراس خاصين داخل الأحياء ولم تحقق الأمن المنشود.