سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ارتباك في التنظيم وافتتاح بارد لمهرجان الضحك بمراكش إدارة قصر المؤتمرات رفضت منح الدبوز القاعة الكبرى بسبب مستحقات مادية عالقة والعروض تنقل إلى المسرح الملكي
انطلقت، مساء أول أمس الأربعاء، الدورة الثانية للمهرجان الدولي للضحك بمدينة مراكش، والذي ينظمه نجم الكوميديا الممثل الفرنسي ذو الأصول المغربية جمال الدبوز، ويشارك فيه فكاهيون من المغرب والجزائروتونسوفرنسا. ووسط ارتباك في التنظيم، وغلاء في التذاكر التي وصلت إلى 150 درهما، حضر عدد من المواطنين إلى المسرح الملكي، بعدما كان قصر المؤتمرات مسرحا للعروض الكوميدية. وفي هذا الصدد علمت «المساء» أن إدارة قصر المؤتمرات امتنعت عن منح الكوميدي الدبوز القاعة الكبرى، نظرا إلى بعض المشاكل المالية العالقة، التي ترتبت عن الدورة السابقة. وقد لجأ الدبوز إلى المسرح الملكي، الذي لم يكلفه أي شيء نظرا لأن المكان هو ملك جماعي. ويركز المهرجان الدولي للضحك، في دورته الثانية بمراكش، على أربع محطات أساسية لجذب الجمهور المغربي والأجنبي، المتعطش للحظات الفكاهة الساخرة، الأولى تتمثل في العرض المُرتقب الذي سيقدمه جمال الدبوز أمام الجمهور، حيث سيجسد شخصية العقيد الليبي معمر القذافي بطرائفه، التي استقطبت اهتمام العالم، خاصة من خلال خطاباته و«قفشاته» خلال فترة الثورة الليبية، وكذا تجسيد شخصية صدام حسين الرئيس العراقي السابق. ويعتزم الكوميدي الفرنسي المغربي أن يعرض جزءا جديداً من عمله الفكاهي «العقيد صدافي»، وهو العنوان الذي يمزج بين اسمي الرئيس الليبي القذافي والزعيم العراقي الراحل صدام حسين، لما اعتبره الممثل من تشابه بين الشخصيتين السياسيتين. ويحاول الدبوز من خلال عرضه أن يسخر من مظاهر جنون العظمة التي كان يتسم بها القذافي في حياته، وهو يحكم الليبيين بيد من حديد طيلة أزيد من أربعة عقود، كما أنه سيتطرق إلى أبرز مستجدات الساحة السياسية الفرنسية في عرضه الفكاهي خلال فعاليات المهرجان. وتتميز الدورة القادمة من المهرجان الدولي للضحك بتقديم الكوميدي المغربي حسن الفد عرضاً مُستمداً من فن الحلقة التراثي، كما سيقدم الفنان الكوميدي حسن الفد، إلى جانب النجم الفرنسي الصاعد ذي الأصول السينغالية عمر سي، والفكاهي فرانك ديبوسك، والجزائري عبد القادر السيكتور، والمغربي الكندي رشيد بدوري، وفكاهيين شباب من قبيل المغربي «إيكو»، والجزائري المغربي مالك بنطلحة ورضوان حرجان، عروضا بكل من دار الثقافة بمنطقة الداوديات والمسرح الملكي. ويعتزم الفكاهي الفد تحويل فن «الحلقة» التراثي الشعبي، المرتكز على عنصري الفرجة والعفوية في الساحات العمومية، إلى خشبة المسرح العصري بمواصفاته الحديثة، ليتم المزج بين النمطين معاً، مع استحضار فنون الموسيقى والألعاب البهلوانية. ويتوجه المهرجان الدولي للضحك، كعامل ثالث، لجذب الجمهور المهتم نحو استثمار لحظات النجاح اللافت، الذي شهدته عروض الفكاهي الجزائري عبد القادر سيكتور في الدورة الأولى للسنة المنصرمة من المهرجان، وذلك حين عرضه الساخر «حياة كلب»، فضلاً عن عرضه الثنائي مع حسن الفد، الذي تطرقا فيه إلى مشاعر الوئام بين الشعبين المغربي والجزائري. وبالنسبة للمحطة الرابعة، التي يعوّل عليها منظمو المهرجان لاستقطاب جمهور أوسع من السابق، تتجلى في استدعاء كوميديين شباب، سواء من المغرب أو الجزائر أو فرنسا أو تونس، حيث تم تسجيل حضور فكاهيين من خريجي «نادي جمال للكوميديا»، الذي أسسه الدبوز في فرنسا لاكتشاف المواهب الكوميدية. هذا ويسود سخط لدى بعض الفئات الاجتماعية بمراكش، في وقت لا زال حديث الشارع المراكشي يحوم حول الزيادة في ثمن المحروقات، ليزيدهم مهرجان الضحك سخطا، جعل البعض يعتبر تزامن مهرجان الضحك مع القرار الحكومي نوعا من الضحك على المواطنين. ويذكر أن مهرجان الضحك انطلق هذه السنة على إيقاع العديد من المشاكل، أبرزها الحرج الذي وقع فيه المنظمون بعد استدعاء الفنان محمد الخياري، ووضع صورته في الملصق الرسمي للمهرجان إلى جانب العلامة التجارية لشركة «إنوي» للاتصالات، علما أنه يرتبط بعقد مع شركة «اتصالات المغرب» يمنعه من الظهور إلى جانب شركة منافسة. وكانت شركة «إم.تي.أ»، التي قامت بدور الوساطة بين كريم الدبوز، شقيق جمال الدبوز ومنتج مهرجان الضحك، والفنان الخياري، قد رفعت دعوى قضائية ضد منظمي المهرجان، بسبب إخلالهم بالاتفاق الحاصل بين الطرفين.