سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السفارة الأمريكية تمد يدها إلى السلفيين وتدعوهم إلى جلسة حوار لحل ملفهم السلفيون يفاجئون مسؤولي السفارة ويرفضون الجلوس إليهم بسبب «الحرب على الإرهاب ومعتقل غوانتنامو»
دخلت السفارة الأمريكية بالرباط على الخط في ملف معتقلي السلفية الجهادية، الذين يخوض عدد منهم إضرابا مفتوحا عن الطعام في السجون المغربية. وكشف مصدر من اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين أن مسؤولا في السفارة الأمريكية بالرباط اتصل بالمسؤول الإعلامي لهذه اللجنة وأخبره بأن السفارة تريد أن تفتح معهم حوارا لحل ملفهم، مشيرا إلى أن المسؤول الأمريكي شدد في هذا الاتصال الهاتفي مع المسؤول الإعلامي للجنة المشتركة على أن السفارة الأمريكية بإمكانها مساعدتهم في حل هذا الملف، فيما ذكر مصدرنا أن السلفييين رفضوا الجلوس إلى مسؤولي السفارة الأمريكية بمبرر أن أمريكا لها ماض سيء في التعامل مع التيار السلفي الجهادي وذكروهم بمعتقل غوانتنامو. وأكد عصام شويدر، المسؤول الإعلامي للجنة المشتركة، في تصريح ل«المساء» أنه بالفعل رفضوا الجلوس إلى السفارة الأمريكية، مشيرا إلى ان اتصل شخصيا أمس الأحد بمسؤول في السفارة الأمريكية بالرباط من أجل إبلاغه رفض اللجنة تلبية دعوة السفارة الأمريكية، غير أن المسؤول الأمريكي وفي محاولة لدفعه إلى قبول دعوة السفارة أكد له أن الولاياتالمتحدة قادرة على حل مشكل المعتقلين الإسلاميين بحكم المصالح الحيوية التي تربطها بالمغرب. وذكر شويدر أن المسؤول الأمريكي حاول إقناعه بقبول فكرة الجلوس إلى مسؤولي السفارة، معتبرا أن السياسة الأمريكية تغيرت وأصبحت تركز على الحوار والقرب من الحركات الإسلامية في العالم العربي، موضحا أنه أكد له أن مثل هذه اللقاءات تمكن الولاياتالمتحدةالأمريكية من معرفة أخطائها وتقييم سياساتها بخصوص العالم العربي. وأوضح شويدر أنه أبلغ المسؤول الأمريكي عدم استعداد اللجنة المشتركة للقاء مع السفارة الأمريكية في هذه المرحلة بناء على كونها لازالت مستمرة في تبنيها المقاربة التي بسببها تستمر معاناة آلاف المعتقلين الإسلاميين الأبرياء، سواء في المغرب أو في غوانتانامو أو في سائر السجون الأمريكية بالعالم الإسلامي، مضيفا أنه عبر لمخاطبه عن كون الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الراعية الأولى للحرب العالمية على الإرهاب، التي انخرط المغرب فيها باعتماده قانون مكافحة الإرهاب الذي حوكم بموجبه أبناء الحركات الإسلامية بالمغرب. وأكد شويدر لمخاطبه أن عمل اللجنة المشتركة محدد في العمل على إيجاد مخرج للمعتقلين ووضع حد لمعاناتهم، مضيفا أنه لو كانت السفارة الأمريكية مستعدة لتقديم شيء لهذه القضية لعملت على وضع حد لمعاناة المسلمين في سجونها بغوانتنامو وغيره من السجون الموزعة في عدد من البلدان الإسلامية. وجاء تحرك السفارة الأمريكية في الوقت الذي يعرف ملف معتقلي السلفية الجهادية احتقانا بعد الإضرابات المفتوحة عن الطعام التي بدأها منذ أكثر خمسة أسابيع مجموعة من المعتقلين بمختلف السجون للمطالبة بتحسين ظروف الاعتقال، والتي كان آخر الملتحقين بها عبد القادر بلعيرج زعيم الخلية التي حملت اسمه. وفي سياق متصل، علمت «المساء» أن السفارة الأمريكية التقت في إطار انفتاحها على مختلف الحساسيات السياسية المغربية اثنين من شيوخ السلفية الجهادية. ويتعلق الأمر بكل من محمد الفيزازي وحسن الكتاني اللذين التقيا مسؤولين بالسفارة الأمريكية بالرباط.