في جو مهيب شيع أكثر من 13 ألف شخص جنازة ثلاثة من مشجعي فريق المغرب التطواني الذين لقوا مصرعهم في حاثة سير، خلال تنقلهم إلى العاصمة الرباط لمتابعة مباراة الفريق أمام الفتح الرباطي في الجولة الثلاثين والأخيرة من الدوري المغربي. وانتقلت الحشود من ساكنة تطوان، نساء ورجالا إلى منازل الضحايا أول أمس الثلاثاء لتقديم المواساة لهم، حيث قدم كل من رئيس الجماعة الحضرية، محمد إدعمار، ورئيس فريق المغرب التطواني، عبد الملك أبرون، وباشا المدينة، نيابة عن والي ولاية تطوان تعازيهم لعائلات الضحايا. بعدها شيعت ساكنة المدينة ومشجعي الفريق جثامين الشبان وهم، حمزة التعواطي، وأنس بناني، وأيوب الرياضي، هدا الأخير حظي بعدة مرثيات في حقه، حيث وصفه الأستاذ مصطفى بودغية ب «الشاب الذي كان يغزل الشموس بين كفيه»، إذ كان معروفا بنشاطه السياسي والنضالي والحقوقي بمدينة تطوان. وتوجه المشيعون إلى مقبرة سيدي المنظري، وسط حضور أمني لافت، ليتم دفنهم هناك بعد قراءه الفاتحة على أرواحهم الطاهرة. بعدها بساعات انطلق حفل استقبال فريق «المغرب أتلتيك تطوان»، بمقر الجماعة الحضرية، وسط حشود جماهيرية كبيرة غصت بها جنبات الشوارع المحاذية لها، وهو ما أعاق عمل المصالح الأمنية إذ أصيب أحد عناصر القوات المساعدة في رجله، بعد دهسه، كما أصيب عدد من الشبان والفتيات بحالات إغماء جراء التدافع، فيما حلت الحافلة الخاصة باللاعبين وطاقم نادي المغرب التطواني، حاملين درع البطولة الوطنية. ووجدت الحافلة صعوبة بالغة للوصول إلى مقر حفل الاستقبال، وقال مسؤول أمني ل المساء» بأنه كان من الأجدر تنظيمه في مسرح الهواء الطلق بولاية تطوان، عوض المقر القديم للجماعة الذي لا تتسع قاعته لأكثر من 100 شخص، في الوقت الذي كانت الآلاف من جماهير تطوان، واقفة على بابها للاستمتاع بالحفل الخاص لفريق مدينتها الفائز. وفي كلمته خلال الحفل نوه رئيس الجماعة بعطاءات الفريق الكروي، كما نوه بالروح الرياضية التي يتمتع بها جمهوره وأسلوبه الحضاري في تشجيع الفريق، فيما قال عبد المالك أبرون، إنه «تمكن من الوفاء بعهده لساكنة المدينة محققا لها هذا الانتصار التاريخي غير المسبوق»، الذي أولته الصحافة الوطنية والدولية اهتماما بالغا على حد قوله، في نفس الوقت كانت حناجر المشجعين خارج القاعة ترفع شعارات تطالب بتشييد مركب رياضي في المستوى، بدل المركب الحالي والذي يعود إلى حقبة الاستعمار في عهد الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو. وأهدت الجماعة الحضرية للاعبي الفريق 28 نسخة من القرآن الكريم. وانتهى حفل الاستقبال بخروج اللاعبين والطاقم التقني والإداري للفريق على متن الحافلة في جولة بوسط شوارع تطوان، رافعين درع البطولة، وسط هتافات مهللة بالفوز، قبل أن تمر بساحة مولاي المهدي إلى غاية مدار الحمامة حيث يجثم تمثال لها، يعبر عن رمزية المدينة التي كانت ومازالت دائما تتطلع إلى السلم والإخاء والروح الرياضية التي تتميز بها ساكنتها، قبل أن تعود الحافلة أدراجها إلى ملعب سانية الرمل. وقضت تطوان ليلتها البيضاء الثانية، انتشاء بالفوز، إلى غاية الثالثة فجرا.