نقل رجل سلطة في إحدى الجماعات القروية في عمالة مولاي يعقوب، زوال أول أمس، إلى قسم مستعجلات المستشفى الجامعي الحسن الثاني، إثر تلقيه طعنات بالسلاح الأبيض في مكتبه، في جماعة «عين الشقف»، وجّهها له مواطن «غاضب» من إقدام السلطات على هدم جزء من براكته في دوار «الجوهرة الخضراء»، وهو من الأحياء الصفيحية في مدخل الجماعة. وقد اعتقلت السلطات المواطن ادريس ريحان، المتهم باستعمال السلاح الأبيض والهجوم على مكتب رجل سلطة، رفقة شقيقه، وتمت إحالته بدوره على قسم المستعجلات لتلقي الإسعافات من ضربات موجعة تعرض لها في الوجه قيل إن مواطنين هم وجّهوها له «دفاعا» عن رجل السلطة. وقالت مصادر طبية إن حالة القائد عبد المنعم الحمومي، والذي لم تمض بعدُ سنة كاملة على مزاولته مهامه في قيادة «عين الشقف»، مستقرة، مضيفة أن طعنات «بونقشة» أصابته في الجهة اليمنى من البطن. وذكرت مصادر جماعية أن قائد المنطقة عمد، صباح أول أمس السبت، إلى هدم جزء حديث الإنجاز من براكة عائلة المياوم ريحان ادريس، الذي يبلغ من العمر حوالي 43 سنة. و«تفاجأ» هذا المواطن، وهو يعود إلى براكته في فترة الزوال، بعملية الهدم، ما «أغضبه» ودفعه إلى الاستعانة بسكين «بونقشة» والتوجه إلى مقر القيادة، رفقة شقيقه، بحثا عن مكتب رجل السلطة. وقالت المصادر إن الصراخ الذي أطلقه قائد المنطقة وهو يتلقى الطعنات، هو ما أنقذه من موت كان شبهَ محقق، إذ عجّل هذا الصراخ بدخول أعوان السلطة، من شيوخ ومقدمين، إلى مكتبه ونجحوا في «عزل» المواطن، قبل أن يعمدوا إلى ربط الاتصال بالمسؤولين المحليين وبإدارة الوقاية المدنية. وقد تكلف رجال الدرك بالتحقيق في الملف وعمدوا إلى نقل المتهم إلى المستشفى لتلقي العلاجات، وهو رهن الاعتقال، كما اعتقلوا شقيقه، الذي يتهم بمساعدته في تنفيذ الاعتداء. وتحول المستشفى الجامعي بعد مدة وجيزة من نقل قائد المنطقة إلى مستعجلاته إلى قبلة للمسؤولين الإداريين، بدءا بوالي جهة فاس وعامل عمالة مولاي يعقوب وعدد كبير من رجال السلطة، ضمنهم قياد وباشوات. وتحتضن عمالة مولاي يعقوب «قلاعا» كبيرة للأحياء الصفيحية. وإضافة إلى دوار «الجوهرة الخضراء» الذي كان في السابق يعرف بدوار «الكيلومتر 5»، فإن جماعة عين الشقف تحتضن أكبر حي صفيحي يعرف ب«حي الزليليك»، ويوجد بجوار سجن بوركايز المحلي. ويعيش عدد من سكانه معاناة حقيقية مع الحصول على الوثائق الإدارية وترفض السلطات الاعتراف في سجلات الحالة المدنية بعدد من مواليده الجدد، ما يقف حجر عثرة أمام ولوجهم المدرسة. وكان ملف البناء العشوائي في الجماعة من الملفات التي أجّجت الصراع بين المعارضة في هذه الجماعة القروية وبين رئيسها. كما كان الملف وراء مراسلة عامل الإقليم السلطات المركزية للجنة تحقيق زارت المنطقة، في الآونة الأخيرة، وأعدت تقريرا حول الموضوع.