لم تنفع المبادرات التي قام بها لحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والقيادي في حزب العدالة والتنمية، والتي تتجلى في فتح التحقيق في تدبير شؤون عدد من المؤسسات الجامعية، في تجنيبه انتقادات لاذعة مصدرها الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، المركزية النقابية المقربة من حزب العدالة والتنمية. فقد دعا المكتب الوطني للجامعة الوطنية لقطاع التعليم العالي، التابع لهذه النقابة، إلى إضراب إنذاري بعد غد الخميس. واتهم بيان للمكتب الوزارة التي يُسيّرها لحسن الداودي، ب»العجز التام» في محاربة الفساد في الإدارة المركزية وفي المؤسسات الجامعية، « رغم وجود دلائل وتقارير رسمية تؤكد وجود اختلاسات مالية وتوظيفات مشبوهة وتلاعبات في نتائج الامتحانات المهنية»، حسب هذا البيان «الناري»، الذي تحدث، أيضا، عن وجود مسؤولين في الوزارة ارتبطت أسماؤهم بالتلاعب في نتائج هذه الامتحانات، «غير أن الوزارة لم تتحلَّ بعدُ بالجرأة لمحاسبة المفسدين المتورطين في هذه القضايا»، حسب تعبير البيان، الذي طالب ب»إحداث قطيعة مع من كانوا سببا في إرساء ثقافة المحسوبية والفساد داخل أجهزة التعليم العالي ومحاسبتهم وتفكيك بنية الفساد المستحكمة في تدبير القطاع». وأورد الإسلاميون الغاضبون أن المؤسسات والأحياء الجامعية تعيش في «العبث والفوضى، في ظل غياب أي إجراءات إدارية مواكبة تجسد نهج الإصلاح الذي تبنته الحكومة الجديدة في برامجها». وانتقدت نقابة الإسلاميين توقيف الحوار القطاعي من قبل الوزارة والتأخر الكبير في الإعلان عن نتائج الامتحانات المهنية والتراجع عن مبارات انتقاء رؤساء المصالح والأقسام، «مما يؤشر على أن هناك بنية فساد صلبة تفرمل أي عمل إصلاحي في التعليم العالي».