دعا الحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، إلى مراجعة أسلوب عمل الفريق الاتحادي داخل الحكومة، وقال في حوار مع «المساء»، إنه يأمل أن يراجع الاتحاديون في المؤتمر الثامن «أسلوب عمل الفريق الاتحادي داخل الحكومة»، وقال: «الطاقم الاتحادي داخل الحكومة نوعي ونريد أن نجعل منه أداة للدفاع عن مواقف الحزب». وبخصوص ما إذا كان على المؤتمر أن يتخذ موقفا بخصوص الاستمرار في المشاركة في الحكومة قال المالكي: «نحن أمام رهان كبير، يتعلق بضرورة إنجاح المؤتمر الوطني الثامن، ولذلك لا يجب أن نختزل المؤتمر في ثنائية الخروج من الحكومة أو البقاء فيها، لأن ذلك سيؤدي إلى الباب المسدود»، لكنه أكد أنه «ليس هناك أي طابو في المؤتمر، حيث إن كل القضايا ستناقش». وحول مطلب الملكية البرلمانية الذي تبناه المجلس الوطني للاتحاد، قال المالكي إن الحزب لا يستعمل هذا المطلب «ورقة ضغط على أي أحد، ولا نمارس ولن نمارس الضغط على أحد»، واعتبر أن الإصلاح السياسي والدستوري «سيكون له دور في تسريع وتيرة الإصلاحات الأخرى ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي». وحول التشخيص الذي ورد في مشروع الأرضية السياسية، والذي تضمن نقدا لاذعا لما أسفر عنه التناوب ومشروع الانتقال الديمقراطي من أزمة سياسية، قال المالكي إن الاتحاد قام بنقد ذاتي وخلص إلى ضرورة «إثارة الانتباه إلى التراجعات في عدد من المجالات، خاصة المجال السياسي الحقوقي». وأضاف: «لقد غلّبنا مصلحة البلاد عندما شاركنا في حكومة السيد إدريس جطو، ولكن رغم كل ما بذلناه من مجهودات تبين لنا أن الاتحاد لم يكافأ من طرف المواطنين، وهذا ما جعلنا نتراجع، وارتأينا أنه حان الوقت لأخذ الرسالة التي وجهها إلينا المواطنون بعين الاعتبار». وفي نفس السياق، ينتظر أن تنطلق أشغال الجولة الثانية من المؤتمر الثامن للاتحاد في قصر المؤتمرات بالصخيرات يوم الجمعة 7 نونبر المقبل، على أن ينهي المؤتمر أشغاله الأحد الموالي، وذلك بحضور 1379 مؤتمرا. ويتبارى على منصب الكاتب الأول أربعة مرشحين أعلنوا إلى حد الآن رسميا دخولهم غمار المنافسة، هم فتح الله ولعلو وزير المالية السابق، عبد الواحد الراضي، وزير العدل الحالي، الحبيب المالكي، وزير التربية الوطنية السابق، وناصر حجي، وزير سابق في عهد حكومة عبد الرحمان اليوسفي، فيما تشير مصادر اتحادية إلى أن إدريس لشكر، رئيس الفريق البرلماني الاتحادي السابق، يستعد لدخول غمار المنافسة، لكنه لم يعلن رسميا عن ترشحه إلى حد الساعة. وتشير كل التوقعات إلى أن الجولة الثانية من المؤتمر ستمر في ظروف أقل صعوبة من الجولة الأولى، خاصة بعدما توافق المكتب السياسي على طريقة اختيار القيادة، وإلغاء نظام الترشح باللائحة الذي رأى فيه البعض نية للإقصاء. وسيتم انتخاب الكاتب الأول للاتحاد لأول مرة عن طريق الاقتراع المباشر من طرف المؤتمرين، كما سيتم تجديد ثلث أعضاء المكتب السياسي على الأقل خلال المؤتمر. وحسب مصدر اتحادي، فإن كل العوائق تم تجاوزها لإنجاح المؤتمر، إلا أن هناك مخاوف من أن يؤدي الاختلاف حول الموقف من استمرار المشاركة في الحكومة إلى تأزيم المؤتمر، خاصة أن عددا من الاتحاديين يريدون الخروج بمواقف واضحة في هذا الاتجاه.