عن عمر يناهز 74 سنة، توفي أمس مومن الديوري، أشرس معارضي نظام الحسن الثاني، في إحدى مصحات أكدال بالرباط، بعد معاناة طويلة مع المرض. وكان الديوري أحد الأصدقاء المقربين إلى الزعيم الاتحادي المهدي بنبركة. كما كان عضوا في مجموعة شيخ العرب، إلى أن تم اختطافه سنة 1963 من مدينة القنيطرة على يد الكومندان أحمد الدليمي، الذي سيصبح لاحقا الرجل الأول في نظام الحسن الثاني. وكان الديوري آخر أكبر معارضي الملك الراحل، الذين عادوا إلى أرض الوطن، حيث لم يطأ أرض المغرب، الذي غادره سنة 1971، إلا في صيف 2006، بالرغم من أنه كان قد تقدم بطلب للحصول على جواز سفر إلى المصالح القنصلية المغربية في فرنسا غداة وفاة الحسن الثاني. يذكر أن الديوري كان قد حوكم سنة 1963 بالإعدام، بتهمة تدبير انقلاب على الحسن الثاني، إلا أنه سيخلى سبيله بعد عامين من ذلك على إثر أحداث 1965 في الدارالبيضاء. وكانت علاقة الراحل الديوري بالمهدي بنبركة وطيدة إلى درجة أن المهدي كان يكلفه بمهام غاية في السرية مثل طلب التحضير للقاء له مع تشي غيفارا لترتيب انتقال وإقامة عدد من الثوار الأطر لتدريب وقيادة حرب العصابات بالكونغو و لمواجهة الإمبريالية الغربية وعملائها هناك». وبالرغم من طبيعة علاقته المتوترة بالملك الراحل الحسن الثاني، فقد قال الديوري، بعد اطلاعه على جزء من أرشيف المخابرات الفرنسة (سيديك) إن « الحسن الثاني لم يكن له أي دور في قضية اختطاف واغتيال الزعيم المهدي بن بركة».