استنكرت مؤسسة زاكورة للتربية انتشار الأمية في الوسط النسائي ووجود أسر كثيرة ترفض تعليم بناتها، إما لأن المدارس بعيدة أو لانعدام الصرف الصحي أو لضعف البنيات التحتية لكثير من القرى أو للحالة المعوزة للأسر، لهذا يفضل كثير من الآباء تزويج الفتيات عوض تعليمهن. وطالب ممثلو مؤسسة زاكورة بتضافر كل الجهود من أجل محاربة آفة الأمية، لأنها السبب الرئيسي في تخلف البلدان وتشكل معيقا تنمويا.. وقد جاء هذا في الندوة الصحافية التي نظمتها المؤسسة يوم الخميس الماضي (10 ماي) بمناسبة الذكرى الخامسة عشر لميلاد المؤسسة. كما استعرض ممثلو المؤسسة، في الندوة نفسها، حصيلة نشاطها التربوي والاجتماعي الذي ابتدأ منذ تأسيسها سنة 1997، والذي عملت المؤسسة في إطاره على محاربة الأمية والهدر المدرسي وعلى المساهمة في فتح آفاق للفئات المعوزة. كما أن مشروعها يهدف إلى بلورة برنامج للتربية غير النظامية لفائدة الأطفال غير المتمدرسين ما بين 8 و16 سنة ودروس للدعم المدرسي لفائدة المدارس العمومية الابتدائية وكذا برنامج لمحو الأمية والتحسيس بالصحة والنظافة لفائدة النساء. وتناول أعضاء المؤسسة في هذا العرض برامج مؤسسة زاكورة السوسيو تربوية، والتي حققت مجموعة من النتائج، منها تمدرس أزيد من 21213 متمدرسا في 397 مدرسة من التربية غير النظامية، واستفادة 39977 شخصا من برنامج محو أمية الكبار وكذا استفادة 31712 من النساء من برنامج التحسيس الصحي، إضافة إلى أن أزيد من 7490 شابا تعلموا حرفة و3577 عاملا استفادوا من برنامج محو الأمية الوظيفية والمئات من الأطفال استفادوا من برنامج التعليم الأولي داخل 24 مدرسة، كما استفاد عدد كبير من التلاميذ من برنامج الدعم المدرسي ومن المنح المدرسية. وفي موضوع ذي صلة، تحدث ممثلو المؤسسة عن الهدر المدرسي وعن الأمية المنتشرة في المغرب وعن الفقر، الذي يساهم في حرمان كثير من الأطفال من حقهم في التمدرس. وأوضح المشاركون في الندوة الصحفية أهمية التضامن والتعاون بين المواطنين وضرورة إيلاء كثير من الاهتمام للمناطق الفقيرة التي تبلغ فيها الأمية نسبا عالية تفوق 40 في المائة، كما تأسف أعضاء مؤسسة زاكورة عن المرتبة «المخجلة» التي احتلها المغرب في مجال التعليم، والتي جعلت كل مهتم بمصلحة الوطن يتساءل عن مكمن الخلل في ضعف المنظومة التعليمية . وفي نفس السياق، تفاءل ممثلو مؤسسة زاكورة للتربية بالنتائج التي حصلوا عليها في هذه السنوات وأكدوا أنها كانت مشجعة، إذ استطاعوا أن يعيدوا المئات من الأطفال إلى المدرسة، كما شجعوا مجموعة أخرى منهم على تعلم حرفة تعود عليهم بالنفع ونجحوا في كسب ثقة الآباء، الذين أصبحوا يبعثون صغارهم للتمدرس لأنهم لن يكلفوهم شيئا، بما أن المؤسسة أخذت على عاتقها مسؤولية شراء الكتب المدرسية لهم، بل تولّت حتى مسؤولية علاجهم، بتنظيم قوافل طبية وتوفير الدواء للصغار.