لم يكن خروج الرجاء البيضاوي لكرة القدم، خاوي الوفاض هذا الموسم مفاجئا، فمنذ انطلاقة الموسم والفريق يتخبط. المدرب فاخر غادر الفريق ودق جرس الإنذار محذرا من «تسونامي» سيغرق الرجاء، إذا لم يتدارك المسؤولون الموقف بسرعة. ظل جرس الإنذار يرن، وبدل أن يسعى أعضاء المكتب المسير إلى تدارك الموقف، فإنهم واصلوا العمل بنفس الطريقة. مرة يقولون إن الفريق يرغب في نهج سياسة التشبيب، لكن الواقع سرعان ما يكشف أشياء أخرى، ليتضح أن التشبيب كان مجرد شعار لا علاقة له بواقع الحال. وسط معاناة الرجاء وضعف تشكيلته البشرية والعديد من التناقضات التي ظلت ترمي بظلالها على الفريق، اختار مسيرو الرجاء تسريح أفضل لاعبي الفريق (محسن متولي وممادو بايلا)، والمبرر الحصول على موارد مالية لإنعاش خزينته التي تعاني من الخصاص. ووسط الحديث عن التشبيب فإن لاعبين متميزيم كسفيان طلال مثلا وجدوا أنفسهم يعانون التهميش، بينما آخرون وضعوا على الرف، فقط لأنهم لم يجددوا عقودهم، وكأن من المفروض على اللاعب أن يرتبط مع الرجاء بعقد مدى الحياة. في كل أزمة كانت تندلع كان الفريق يسعى لعلاج الأعراض دون أن تكون له قدرة على معالجة الداء من جذوره، وحتى لما عاث بعض اللاعبين فوضى في الفرق، وخرجوا عن سكة الانضباط، ظل المكتب المسير يتفرج، اعتقادا منه أن مثيري الشغب من اللاعبين سينفعون الفريق في الديربي». لقد جرب الرجاء العديد من المدربين هذا الموسم( جريندو وبلاتشي ومارشان)، مثلما جرب أيضا مجموعة كبيرة من اللاعبين، وفي كل مرة كانت تظهر فيها بارقة أمل لمحبي الفريق، كان يتضح أن الأمر ليس إلا أقراص أسبرين سرعان ما سينتهي مفعولها سريعا ليعود الفريق إلى مسلسل معاناته من جديد. اليوم، يحتاج الرجاء إلى وصفة حقيقية للعلاج، وليس وصفة مزيفة. لقد عقدت فئة من جمهور الرجاء جمعها العام في مباراة «الديربي» ورفعت لافتات تطالب بالتغيير وبتجديد الدماء، وهو أمر جيد، لكن على منخرطي الرجاء ومحبيه ألا يشربوا من الكأس نفسها، فعلى من يرغب في رئاسة الفريق أن يأتي ببرنامج عمل واضح، ويكشف سبل جلب الموارد المالية، ويعلن أهدافه بوضوح، لا أن يكون التغيير من أجل التغيير فقط. خطأ الرجاء أن أخطاء تكررت دون أن تتم الاستفادة منها، والخوف أن يتكرر السيناريو نفسه هذه المرة فيضرب الفريق في مقتل.