يستعد الفريق الاشتراكي بالبرلمان لخوض معركة شبيهة بتلك التي خاضها مع وزير المالية صلاح الدين مزوار حول الضريبة على الشركات السنة الماضية، لكن هذه المرة تنصب انتقادات الفريق بالأساس على سياسة الحكومة في قطاع الماء، المتضمنة في ميزانية 2009، وخاصة المتعلقة بإنشاء ثلاثة سدود في منطقة سوس-ماسة-درعة، والتي يصل غلافها المالي إلى مليار و200 مليون درهم. وحسب خالد الحريري، عضو لجنة المالية، من الفريق الاشتراكي، فإن «بناء ثلاثة سدود في سوس-ماسة-درعة يعد إهدارا للمال العام، لأن التقارير التقنية تشير إلى أن المياه المعبأة في هذه المنطقة ستنخفض بما يناهز 20 مليون متر مكعب في السنة». وقال الحريري ل«المساء» إن الفريق الاشتراكي اطلع على وثيقة «التقرير المالي والاقتصادي» ضمن مشروع قانون المالية لسنة 2009، والذي تحدث عن استراتيجية التدبير المندمج والحكامة في تدبير الماء، فضلا عن الاتفاق مع البنك الدولي لإدخال إصلاحات لتدبير الماء، إلا أنه -يضيف الحريري- «لم نجد أي انعكاس لهذا التصور في السياسة المائية التي وضعها قانون المالية، حيث تمت برمجة خمسة سدود كبرى بميزانية تبلغ 2 مليار و200 مليون درهم، ثلاثة منها في منطقة سوس ماسة رغم أنها منطقة تعرف حالة جفاف». وحول ما إذا كانت سياسة السدود قد استنفدت في المغرب، قال الحريري إن الاتحاد الاشتراكي ليس ضد هذه السياسة، لكنه ضد هدر موارد الدولة في سدود لا فائدة منها»، وأضاف: «هناك دراسات تقنية مستقلة تثبت أنه لا جدوى من إنشاء مثل هذه السدود». وأكد الحريري أن برلمانيي منطقة سوس-ماسة-درعة بكل انتماءاتهم يجمعون على أن الحل هو إنشاء محطة لتحلية مياه البحر. وحول من يقرر في السياسة المائية بالمغرب، قال خالد الحريري إنه كان من المفروض أن يجتمع المجلس الأعلى للماء (لم يجتمع منذ 2001)، كما أن هناك هيئة وزارية مكلفة بتدبير الماء لكنها لم تجتمع. كما انتقد الفريق الاشتراكي، من خلال مداخلة لسعيد شباعتو، عزم الدولة إنشاء سد «دار خروفة» بمنطقة العرائش، بميزانية تقدر ب700 مليون درهم، في الوقت الذي يصب فيه سد وادي المخازن ما قدره 300 مليون متر مكعب من الماء في البحر، ودعا شباعتو إلى إنشاء تجهيزات سقوية بدل بناء سد جديد». ومن المتوقع أن تشهد مناقشة ميزانية قطاع الماء نقاشا حادا خلال الأيام المقبلة، حيث يستعد الاتحاديون لخوض معركة ضد سياسة الاستقلالي عبد الكبير زهود كاتب الدولة في الماء والبيئة، والذي يوصف بأنه مقرب من المستشار الملكي مزيان بلفقيه.