عاشت مستعجلات مستشفى الفارابي في وجدة، ليلة الأربعاء، 13 أبريل 2011، لحظات مرعبة وعصيبة بسبب الهجوم الذي تعرض له قسم المستعجلات مستشفى الفارابي من طرف 3 أشخاص مدجَّجين بالسيوف، وهم في حالة «هيجان» وسكر طافح، من أجل تلقي العلاجات الأولية بسبب إصاباتهم بجروح لم يُكشَف عن أسبابها، ويعتقد أنها نتيجة شجار عنيف مع آخرين، حيث أرغموا الأطقم الطبية المداومة على تقديم الإسعافات الأولية تحت التهديد بالسلاح الأبيض وبسرعة فائقة، فما كان على المداومين إلا الرضوخ لمطالبهم، فقاموا بتقديم الإسعافات الأولية الضرورية لهؤلاء، وحينما أحسوا بقدوم رجال الأمن، عمدوا إلى الخروج خلسة من الباب الخلفي للمستشفى، بعد تهديدهم الأمن الخاص بالسلاح الأبيض. ولم تنتهِ الأمور عند هذا الحد، بل أعادوا الكَرّة مرة ثانية، في تمام الساعة الرابعة صباحا، كما أكدت لنا مصادر جد مطلعة من داخل المستشفى، وهم في حالة هيجان وهيستيريا متقدمة، مدججين بسيوفهم، حيث بادروا إلى الاعتداء على رجل أمن خاص حينما منعهم من الدخول. كما أصيب أحد رجال الأمن العمومي بكسور حينما همّ بصد المعتدين ومنعهم من الدخول، مما خلّف ذعرا كبيرا لدى الأطقم الطبية المداومة، التي اضطرت، بدورها، إلى الهروب والفرار نتيجة الخوف والهلع التي أصابها، بعدما لوّح المعتدون بسيوفهم في وجه الجميع. كما خلف هذا الحادث المشين هلعا وسط نزلاء المستشفى. وفور توصل العناصر الأمنية بالخبر، هرعت إلى عين المكان وقامت بتطويق محيط المستشفى، حيث تمكنت من إلقاء القبض على عنصرين من أفراد العصابة، في حين ما يزال العنصر الثالث في حالة فرار. وليست هذه هي المرة التي تقع فيها مثل هذه الحوادث في مستشفى الفارابي، ولاسيما قسم المستعجلات نتيجة المعارك الطاحنة التي تدور رحاها أحيانا بين بعض المنحرفين، الذين يضطرون إلى تلقي الإسعافات الأولية في المتعجلات.