- ستواجهون الرجاء في مباراة الديربي، كيف تنظر لهذه المباراة؟ كما تابعتم لقد مرت التحضيرات في ظل أجواء عادية، وستكون مباراتنا أمام فريق الوداد الأحد المقبل كغيرها من المباريات التي تجمعنا بالأندية الأخرى بالبطولة الوطنية، لكن يجب الإقرار بأن الديربي البيضاوي يتميز بجرعة زائدة من الإثارة والتشويق والندية بين الفريقين البيضاويين، كما أنه عادة ما يستقطب جمهورا غفيرا يتفاعل لحد الهوس مع أجواء المباراة، إضافة لما تشكله المناسبة من مواد دسمة لوسائل الإعلام المغربية بالنظر لتاريخ وقيمة فريقي الوداد والرجاء البيضاويين. على هذا الأساس أعتبر شخصيا الديربي البيضاوي بمثابة نهائي لما يمكن أن أسميه بكأس الدارالبيضاء المحلية، سنحاول تعزيز موقعنا بسبورة الترتيب بالدوري الوطني خاصة وأن الرجاء البيضاوي تفصله نقط مريحة عن الوداد مما يحتم على الفريق «الأخضر» الفوز خلال مباراة الأحد المقبل للاقتراب أكثر من صدارة سبورة الترتيب من أجل إسعاد مناصرينا ومن جهة أخرى تكريس إيماننا بإمكانية الفوز بلقب أول بطولة «احترافية». أعلم جيدا بأن ثلاثي المقدمة الذي يتنافس بشراسة عن الفوز باللقب(المغرب التطواني،الفتح الرباطي والرجاء البيضاوي) تنتظره مباريات صعبة للغاية، مما يعني بألا شيء حسم بعد وبالتالي بالإمكان حدوث مفاجئات . - هل يشكل فوز فريق الرجاء البيضاوي على شباب المسيرة والمغرب التطواني على أولمبيك اسفي برسم الدورة السابعة والعشرين من البطولة الوطنية «الاحترافية» ضغطا إضافيا على لاعبي الفريق «الأخضر» من أجل الفوز بالديربي؟ في الحقيقة يعادل بالنسبة لي من حيث الأهمية المعنوية الفوز خلال الديربي المقبل الفوز بلقب البطولة الوطنية لما له من خصوصيات وما يحيط به من أجواء وطقوس غير عادية، وللتذكير عشت لحظات مماثلة حينما كنت مدربا بالدوري التونسي الممتاز إذ أدركت عن قرب ما يشكله الديربي الذي يجمع قطبي الكرة التونسية الترجي المحلي والنادي الإفريقي من سعادة للاعبين و الجمهور على حد سواء. عادة ما تحسم نتيجة الديربي بتفاصيل دقيقة، فقد كان بمستطاع فريق الرجاء أن ينتصر على الوداد خلال مرحلة الذهاب لكن اللاعبين ضيعوا فرصا حقيقية للتسجيل حيث بدا واضحا حينها بأن خط هجوم الرجاء كان يفتقد للفعالية اللازمة لتحويل الفرص لأهداف، بالنسبة لمباراة الأحد المقبل التي أعتبرها نهاية قبل الأوان لا بد من توخي الحذر والعمل على تقوية خطي الهجوم والدفاع وتطوير مستوى الحس التنافسي لدى اللاعبين خلال التداريب . - بصم اللاعبون الشباب خلال مباراة الأحد الماضي امام فريق شباب المسيرة على أداء جيد، هل يعني اقتناعك بمستواهم الفني إمكانية الاعتماد على خدماتهم خلال الديربي؟ أعتبر بأن المنطق يقتضي القول بأن الفرق واضح بين المباراتين ولا مجال للمقارنة بينهما من حيث الأهمية بالنظر للفرق الصارخ بين فريقي الوداد البيضاوي وشباب المسيرة الذي يمكن أن أصنف مستواه بالمتوسط مع كامل الاحترام اللازم لكل مكوناته. ففريق الوداد البيضاوي جيد المستوى ويمتلك تاريخا حافلا بالألقاب على الصعيدين الوطني والإفريقي على غرار فريقي المغرب الفاسي والنادي المكناسي حيث لازالا يخوضان غمار المنافسة على المستوى الإفريقي. لا أنكر شخصيا بأني اقتنعت بما فيه الكفاية بالمستوى التقني والبدني للاعبين الشباب خلال مباراة الأحد الفارط ضد فريق شباب المسيرة حيث حقننا خلالها الانتصار بفارق مريح من الأهداف ، لكن هذا لا يعني البتة بأنني سأقحمهم جميعهم خلال الديربي، بالمقابل سأكتفي بتوجيه الدعوة للاعب واحد أو اثنين على أبعد تقدير إن اقتضت الضرورة ذلك، إذ بحسب التجربة التي اكتسبتها لاعبا ومدربا بإمكان إقحام لاعب شاب يشق بالكاد مسيرته الكروية في أجواء الديربي «قتل» مواهبه مبكرا ما يدعو لتوخي الحذر في هذا السياق خاصة وأن اللاعبين الشباب المعنيين بالأمر يشكلون مستقبل فريق الرجاء، لذلك فإنه من غير اللائق إرسالهم رأسا «للجحيم». - قرر المكتب المسير لفريق الرجاء البيضاوي عرض اللاعبين رشيد السليماني وياسين الصالحي على أنظار اللجنة التأديبية لما بدر منهما من سلوك عقب نهاية المباراة التي جمعت فريقي الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني، هل ستعتمد على خدماتهما خلال الديربي المقبل؟ أرى بأن أي لاعب يمتلك القوة الذهنية ومؤهلات فنية يجب إشراكه لخوض غمار «الديربي» القادم لأن الأخير يتطلب بالضرورة الجودة التقنية و القوة السيكولوجية والتي عادة ما تساهم في خلق الفارق خلال المباراة. للتذكير بينت لي المجموعة برمتها خلال مباراة الأحد الماضي بالعيون تجانسا حقيقيا وأبانت عن فعالية كبيرة وكلها عوامل أساسية تساهم مجتمعة في الفوز، أضف إلى ذلك ففريق الرجاء البيضاوي ليس ملكا لا للمدرب او لأي لاعب كيفما كانت طبيعته أو وزنه بل أعتبره ملكا في نهاية المطاف «لشعب الرجاء» بكامل أطيافه. - عقب نهاية المباراة التي جمعت فريقي الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني والتي انتهت بفوز الأخير بإصابتين لصفر انتابت لاعبي الفريق « الأخضر» موجة من الغضب ما دفع باللاعب ياسين الصالحي لاستهدافك شخصيا باللوم، هل من الممكن معرفة تفاصيل الحدث؟ بالفعل كان بعض لاعبي فريق الرجاء البيضاوي ضحية لموجة عارمة من الانفعال والاستياء عقب المباراة خاصة اللاعب الصالحي ما اعتبرته طبيعيا خاصة وأن عناصر الفريق «الأخضر» أضاعت العديد من الفرص السانحة للتسجيل ،شخصيا أعتبر ياسين الصالحي عنصرا مهما بالنسبة لفريق الرجاء البيضاوي لكن يجب أن يفهم بأن ذلك لم يكن ليعطيه بطبيعة الحال الحق لإطلاق العنان للغضب عقب المباراة، كان مطالبا أن يكبح جماح انفعاله وتطويعه بالشكل الذي يحيله لقوة دفع إضافية داخل الملعب فبالنسبة لي اللاعب الجيد هو الذي يمتلك قوة مزاجية عالية ، فلم يكن من اللائق أن نرجع أسباب الهزيمة أمام فريق المغرب التطواني خلال الأنفاس الأخيرة للمباراة سواء للطاقم التقني أو للاعبين فليس ذلك من شيم اللاعبين الكبار، شخصيا لم أصادف خلال مشواري الكروي وقائع مماثلة. - إذا في حال قدم إليك اللاعب ياسين الصالحي اعتذارا علنيا هل ستقبل به؟ شخصيا ليست لي أية مشكلة حيال الموضوع، أكثر من ذلك أعتبر جميع لاعبي فريق الرجاء البيضاوي بمثابة أبنائي . - ما هي الرسالة التي بإمكانك توجيهها لأنصار فريقي الرجاء والوداد البيضاويين كي يمر الديربي المقبل في أجواء خالية من الشغب والعنف؟ أعتقد بأن أي مباراة في كرة القدم تعد بمثابة عيد حقيقي مما يعني بأن المدرجات يجب أن تظهر معالم الاحتفال بتفادي العنف والعنف المضاد، على أنصار الغريمين التقليديين أن يتعلموا خصلة السيطرة على الأعصاب بعدم الانفعال المجاني أثناء وبعد المباراة كيفما كانت طبيعة النتيجة، يحز في قلبي أن يتعرض أي فرد من الجمهور للسوء، فكفى من تصرفات طائشة تؤدي لمصير مؤلم فالحياة مهمة وبالتالي لا نمتلك الحق في العبث بها بعشوائية وسوء تقدير. تكفينا الحروب والنزاعات المسلحة التي تودي بحياة أشخاص أبرياء ألتمس من مناصري فريقي الرجاء والوداد البيضاويين أن يحجوا الأحد المقبل للمركب الرياضي محمد الخامس من أجل هدف واحد لا غير وهو المساهمة في صنع الاحتفال بكل روح رياضية بعيدا عن أي شكل من أشكال العنف.