تواصل عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بسرية برشيد التحقيق في ملف الأناناس الفاسد، الذي حجز يوم الجمعة الماضي بالسوق الأسبوعي بأولاد عبو. وتتوقع مصادر موثوقة أن يجر التحقيق مسؤولين بميناء طنجة للاستماع إليهم في القضية بناء على تعليمات من النيابة العامة بابتدائية مدينة برشيد. ويتعلق الأمر برئيسة قسم حفظ الصحة بميناء طنجة، ورئيس قسم مراقبة الجودة والمعشر بإدارة الجمارك، إضافة إلى صاحب الشركة التي استوردت فاكهة الأناناس من دولة غينيا. وحسب المصادر ذاتها، فإن إجراءات البحث والتحري التي تباشرها سرية برشيد تحقق في الكيفية التي دخلت بها كميات هامة من الأناناس الفاسد إلى التراب الوطني، وكيف ظلت تلك الفاكهة الفاسدة تروج داخل البلاد لمدة تزيد عن السنة بعد تاريخ انتهاء الصلاحية دون أن يتم ضبطها. ولا يزال البحث جاريا عن المالك الأصلي للشحنة الذي يتحدر من مدينة أكادير، إضافة إلى صاحب محل للتبريد بسوق الجملة بالدار البيضاء، اللذين حررت في حقهما مذكرتا بحث على الصعيد الوطني، فيما تمكنت عناصر المركز القضائي من توقيف سائق شاحنة من الحجم الكبير كان يقوم بنقل وتوزيع الأناناس الفاسد داخل تراب المملكة إلى جانب خمسة أشخاص آخرين، ثلاثة منهم يتحدرون من أولاد عبو (بائعو فواكه) وتاجران بسوق الجملة. ويشار إلى أن عناصر الدرك الملكي قد حجزت على 16 طنا و800 كيلوغرام من الأناناس الفاسد نهاية الأسبوع الماضي، ثمانية أطنان منها حجزت بالسوق الأسبوعي بجمعة أولاد عبو، فيما حجزت الكمية المتبقية بأحد محلات التبريد بسوق الجملة بالدار البيضاء، ولايزال البحث جاريا عن كميات أخرى من الأناناس تم توزيعها بمدن أكادير والمحمدية والرباط وتمارة واللويزية والدار البيضاء، وسيشمل البحث، حسب نفس المصادر بعض الأسواق الممتازة بمدينة تمارة، التي وردت أسماؤها في وثائق بيع وتسليم من محل بيع فواكه بسوق الجملة. التحقيقات والتحريات التي تقوم بها عناصر الدرك تسير بوتيرة سريعة، خاصة بعدما تم تحليل إحدى العينات من الأناناس الفاسد، والتي أثبتت بعد عرضها على الطبيب الشرعي بالدار البيضاء أن الماء الذي تحتوي عليه أضحى يوازي حامضا مسموما يضر بصحة الإنسان «أسيد». يذكر أن الأناناس الفاسد كان يعرض للبيع في مختلف الأسواق الأسبوعية بعد أن يتم غسله بالماء والسكر والزيت ومادة منظفة «جافيل» حتى يبدو صالحا للاستهلاك ويجذب أنظار المستهلكين.