قال الدولي المغربي يونس بلهندة أن سر نجاح فريقه مونبوليي يعود إلى عمل أنجز قبل اربع سنوات، وأكد بلهندة في حوار مع يومية « الهداف « الجزائرية، ان سؤال الفرنسيين عن سبب اختياره للمغرب بدل فرنسا هو قلة احترام لبلده المغرب. واعتبر بلهنده حجي وبصير مثليه الأعلى في حين اختار الرجاء وريال مدريد فريقيه المفضلين. - لم يكن أحدا يتوقع أن يحقق مونبوليي ما حققه الآن ألا تعتبر ذلك مفاجأة؟ إن ما وصلنا إليه الآن هو ثمرة عمل مستمر، المجموعة التي نملكها تلعب في ما بينها منذ لا يقل عن 3 أو 4 مواسم، وهذا الموسم عصارة ذلك العمل الطويل. صحيح أن أحدا لم يرشّحنا لأن نكون في هذه المرتبة قبل باريس سان جيرمان، ومرسيليا أو ليون، لكن الآن نحن هنا ولدينا ما نقوله. - السّباق نحو اللقب انحصر بين فريقين، هل يمكنكم إزاحة الباري سان جيرمان؟ بطبيعة الحال، فعلنا ذلك طيلة الموسم وليس قبل 5 مباريات سنتراجع. علينا أن نحافظ على إيقاعنا وجديتنا لنصل إلى القمّة. - بالحديث عن «باريس سان جيرمان»، نعرف أنك من بين اللاعبين المغاربة المستهدفين من طرف هذا الفريق هل تلقيت عرضا منه؟ إلى حدود الآن لم أتلق أي عرض رسمي، صحيح أن الجميع يتحدث عن انتقال وشيك إلى باريس لكن أنا الآن أركز على أمر واحد هو فريقي وهدفنا التتويج باللقب، وهذا هو هدفي الحالي، وإذا رغب فريق ما في انتدابي فما عليه سوى الاتصال بوكيل أعمالي. - أنت محط اهتمام مجموعة من الفرق الأروبية على غرار نيوكاستل وبايرن ميونخ وفرقا إيطالية أخرى، ألا ترغب في عيش تجربة جديدة بعد 3 مواسم مع مونبوليي؟ جميع اللاعبين لديهم رغبة في اللعب في بطولة كبيرة على غرار الإنجليزية، والألمانية أو الإسبانية، لكن ذلك لا يمنعني من القول إن البطولة الفرنسية لها مستوى جيد ولا أخفي أن بعض الأندية تجعلك تحلم وإذا تمكنت من تحقيق هذه الأحلام سيكون أمرا رائعا، لكن أنا من بين اللاعبين الذي يعيش اليوم الواحد ولست من المتسرعين. - ما هي البطولات التي تفضّلها؟ أحبّ أكثر البطولتين الإنجليزية والألمانية. - لماذا هاتين البطولتين تحديدا؟ لماذا ليس البطولة الإسبانية؟ أحبّ كثيرا الاندفاع البدني والدخول في الصّراعات الثنائية. في ألمانيا هناك العديد من المساحات في اللعب وأعتقد أن هناك سيكون بمقدوري التطور، وتبقى البطولتان الإسبانية والإيطالية بطولتين جيّدتين. - بعد الموسم الرائع الذي قدّمته، أنت مرشّح للحصول على لقب أفضل لاعب هذا الموسم في فرنسا، هل تضعها ضمن أهدافك؟ لا أركز كثيرا على الألقاب الفردية، أنا أركز فقط على لقب البطولة مع فريقي، لكن أمر جيد أن تترشح مع قائمة أفضل اللاعبين إنه تكريم لمجهوداتي ومستواي طوال الموسم مع فريقي. - «بيير مينيس» الصحفي الفرنسي المعروف قال بأن المدير التقني الفرنسي لم يقم بعمله بعدما ترك لاعبا موهوبا مثلك يختار منتخبا آخر، ماذا يعني لك هذا؟ لا أعرف ما الذي يمكنني قوله، لكن لم يسبق لي أن تمّ استدعائي للمنتخب الفرنسي في مختلف الفئات العمرية. لكن الآن اخترت المغرب وعليهم أن يحترموا قراري، وكما سبق لي أن قلت للصحفيين الفرنسيين، عليهم أن يتوقفوا عن طرح هذا السؤال عليّ في كل مرّة، لأن الحديث في كل مرة حول هذا الموضوع هو قلّة احترام لبلدي المغرب. - لكن مع مستواك الحالي، كنت قادرا على المشاركة في «أورو 2012؟ لم أندم على اختيار المغرب، شاركت في كأس إفريقيا مع بلدي وهو ما جعلني أشعر بفخر كبير، بالرغم من أن الأمور لم تسر كما كان متوقعا.. الآن لدينا تصفيات كأس إفريقيا 2013» وكأس العالم لتحضيرها، وأنا متأكد بأني سأعيش لحظات رائعة مع المغرب. - بالعودة قليلا إلى الخلف، كيف تقيّم لنا مشاركتكم في كأس إفريقيا 2012؟ كانت سيّئة، كانت لدينا الرغبة في الذهاب بعيدا والتأهّل على الأقل من مجموعتنا، لكن كرة القدم في إفريقيا أصبحت صعبة مع الأجواء المناخية التي يصعب التاقلم معها. في منافسة مماثلة يجب أن نكون في أحسن مستوياتنا البدنية والتقنية ، ونحن لم نعرف كيف نتعامل مع الاثنين في «كان 2012». - لكن ما هي أسباب الاخفاق؟ اعتقدنا أننا الأقوى، وذهبنا بثقة كبيرة في النفس ولم نحترم منافسينا. - ما هي الدروس التي استخلصتموها بعد هذه المشاركة المخيّبة؟ استخلصنا بعض الدروس الإيجابية، أوّلا أنها سمحت لبعض اللاعبين اكتشاف هذه المنافسة لأول مرّة، وثانيا سمحت لنا أيضا بربح الخبرة. - من هو مثلك في الكرة المغربية؟ أحب كثيرا مروان الشماخ، لكن هناك أيضا مصطفى حجي وبصير اللذين لعبا كأس العالم سنة 1998 بفرنسا، أنا أعتبر هذا الثنائي قدوة بالنسبة لي فكما تعلمون المشاركة في كأس العالم بالنسبة للبلدان الإفريقية تعتبر نادرة وتأتي من حين لآخر فقط، لذا أقول إنّ قدوتي كان دائما حجي وبصير. - وهل تعرف جيل تيمومي وبودربالة؟ نعم بطبيعة الحال، أعرف تيمومي وبودربالة اللذين التقيت بهما هذه السنة. - كيف كان اللقاء مع بودربالة؟ لقد جاء لمحاورتي والأمور سارت على أحسن ما يرام، استقبلته في منزلي، وهو شخص مميز للغاية والجميع يقول إنّ لديّ أسلوب مشابه لأسلوبه، لقد أراني بعض الفيديوهات الخاصة به عبر موقع اليوتوب وصراحة إنه هداف من الطراز الرفيع. - وهل ترى فعلا أنك تملك أسلوبا مشابها لأسلوبه؟ نعم، صحيح لقد كان أكثر فاعلية مني لكن لدينا نفس طريقة اللعب فوق الميدان. - ومن هو قدوتك على المستوى العالمي؟ قدوتي زيدان. - من هو المدرب الذي حوّل مشوارك الرياضي وأثّر فيه بشكل كبير؟ إنه روني جيرارد. - لماذا؟ لأنه هو الذي اكتشفني لما لعبت نهائي كأس «ڤامبرديلا» وكنت ألعب في ذلك الوقت ضمن بطولة الهواة، كنت لا أزال ألعب مع الفريق الاحتياطي لكنه استدعاني وضمّني إلى الفريق الأول، أتذكر جيدا تلك الفترة، كنت أقضي عطلتي في المغرب حين جاءني اتصال هاتفي من مسيري الفريق أكدوا لي فيه أن المدرب الجديد يريدني مع الفريق الأول وبالتالي اضطررت إلى قطع عطلتي والالتحاق بالفريق على الفور، هذا حدث في صيف 2009، المدرب وضع فيّ ثقته آنذاك ولازال لحد الآن وهو ما أعتبره تحوّلا هاما في مشواري وفي مسيرتي الكروية، لهذا السبب أريد الفوز بلقب البطولة لكي أهديه للمدرب ولرئيس الفريق لويس نيكولين. - حدثنا قليلا عن بداياتك، هل بدأت مع فريق مونبوليي؟ لا، بدأت في فريق أرمون، إنه فريق قرية صغيرة بالقرب من مقر إقامتي في أفينيون، بعدها بفترة صغيرة التحقت بفريق رومولين كما لعبت 6 أشهر مع نادي أم سي جي أفينيون وهو فريق معروف في تلك الجهة ولديه الكثير من العلاقات مع الأندية المحترفة، بعدها التحقت بمركز تكوين نادي مونبوليي. - ما هي أهدافك مع المنتخب المغربي؟ أوّلا هناك التحضير لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 وضرورة التواجد فيها وعدم تضييع هذه الفرصة، وبعدها تأتي التصفيات المؤهّلة لنهائيات كأس العالم 2014 بداية شهر يونيو المقبل. لذا يجب الفوز في أولى المباراتين وتقديم الأفضل حتى نسجل بداية جيّدة. - كيف تقيّم مجموعتكم في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2012 ؟ إنها مجموعة صعبة، هناك غامبيا و كوت ديفوار وتنزانيا، فالجميع يعرف منتخب كوت ديفوار ولاعبيه الكبار الذين ينشطون في أكبر الأندية الأوربية، وبعده يأتي منتخب تنزانيا وقد سبق لنا مواجهته لكن في إفريقيا. لذا يتوجب الحذر والحيطة لأن المنتخبات الإفريقيات أصبحت صعبة المنال خاصة داخل قواعدها. - هل ترى ان غيريتس هو الرجل المناسب لهذه المهمّة؟ أجل، إنه الرجل المناسب، فهو مدرب صاحب خبرة كبيرة ويعرف ما الذي يجب فعله في اللحظات الصعبة. صحيح الأمور لم تسر بالشكل الجيّد في نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة، لكن من الأخطاء نتعلم، ولا يجب أن ننسى أنها تجربته الأولى مع منتخب إفريقي، وعلينا منحه الوقت ليعمل مع هذه المجموعة. - هل الحلّ يكمن في المدرب الأجنبي حسب رأيك؟ لا يمكنني الحكم على المدرّبين المحليين، لكن الجميع يعرف قيمة غيرتس فلقد درب أكبر الأندية، فهو شخص يمنحك الآمان وهو حاليا بصدد بناء شيء صلب ومتين، ولا يجب أن يتم زعزعة ذلك، وأظن أننا معه سنصل لما نريد. - من أي منطقة تنحدر من المغرب؟ أنا من تازة - هل تقضي عطلتك في المغرب؟ نعم، حيث أتنقل كلّ صيف وأيضا خلال كلّ شهر دجنبر إلى المغرب لقضاء عطلتي هناك. - هناك تجد راحتك إذن؟ أجد راحتي وأكون في أحسن حالّ هناك، إنه بلدي بالتساوي مع فرنسا، لهذا فكلما أتيحت الفرصة أمامي للتنقل لا أتردّد في ذلك . - هل أنت مناصر للرجاء أو الوداد البيضاوي؟ أنا مناصر للرجاء البيضاوي. - لماذا الرجاء وليس الوداد؟ الأمر كذلك أحبّ «الأخضر»... تعيش الخضرا (يضحك). - هل سبق لك وحضرت هذا «الديربي»؟ للأسف لا، كنت على وشك حضور الديربي العام الماضي، لكن في آخر لحظة تم تغيير موعده من السبت إلى الأحد وهو ما تعذر عليّ لأني كنت مرتبطا بلقاء يوم الأحد. - ما هو طبقك المفضّل؟ الكسكس وأيضا الدجاج المحمّر. - هل أنت من مشجّعي ريال مدريد أو برشلونة؟ أنا من عشاق ريال مدريد. - ماذا تمثل لك العائلة؟ إنها كلّ شيء، فبدون العائلة لا نتقدّم، فهي فقط من تقول لك الحقيقة وتعيدك للخط الصحيح عندما تخطئ، فأفراد عائلتي كانوا دوما بجانبي في اللحظات الصعبة، فهم من جعلوني ارتبط بالوطن وتربيتي بتعاليم الدين الإسلامي. فوالدي ولدا في المغرب وأفتخر بهما وبفضلهما اخترت اللّعب للمغرب.