لماذا يغيب الحب وتهرب لحظات الدفء والشوق ويحل محلها الملل والرتابة بعد سنوات الزواج الأولى؟ إنه سؤال تطرحه جل الزوجات بكثير من الأسى والحسرة. ولتفسير ذلك تقول الدكتورة كلير فهيم الأخصائية النفسية بجامعة بوسطن الأمريكية: الملل والرتابة هما أكبر أعداء الحياة، ولكنهما في الزواج يؤديان إلى قتله وفقدان الحماس فيه. فكلما اعتاد اثنان من الناس على أحدهما الآخر واستقرا إلى نظام مريح ثابت لحياتهما تعرضا لخطر الملل والركود، فيصبح كل يوم شبيها بما قبله وبما بعده، ويأكل الروتين كل بريق وحب في حياتهما، لذلك يجب على المرأة أن تكون ذكية وأن تدرك بحاستها أن الملل بدأ يتسلل إلى حياتها وحياة زوجها، وهنا يجب عليها بسرعة التغيير في كل شي.. نظام بيتها وتنظيم أثاثه، وإذا كانت قادرة عليها بتحديثه أو إضافة لمسات جديدة عليه، وأن تغير النادي الذي تذهب إليه مع زوجها إلى مكان آخر جديد بهدف التغيير والتجديد، وأن تغير تسريحة شعرها من وقت إلى آخر، أو تستخدم ظلالا مختلفة لأحمر الشفاه أو عطرا جديدا، وألا تقتصر على ارتداء الملابس ذاتها... باختصار شديد.. التغيير المستمر هو العلاج الوحيد للرتابة. ومن العوامل الأخرى التي تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة في الزواج عدم اهتمام وعناية المرأة بنفسها، فبعد الزواج تهمل المرأة نفسها وتصاب بالسمنة وبالتبلد العقلي والروحي أحيانا، وكنتيجة لذلك يجد الزوج نفسه أمام امرأة تختلف تماما عن المرأة التي أحبها وتزوجها لصفات معينة، وهنا تحدث الكارثة. فالزواج أساسا التقاء شخصين يوافق أحدهما الآخر. ولا ننسى أن السن يلعب دورا هاما في نجاح الزواج أو فشله وهو عامل حساس للمرأة، ولذلك فإن الزوجة الذكية هي التي تحاول أن تحافظ على شباب مظهرها وعقلها وتفكيرها وروحها، والتي لا تثقل نفسها بالهموم ولا تحمّل زوجها هموما هو في غنى عنها. وتضيف الدكتورة كلير قائلة: الضغط الاقتصادي هو أكبر عدو للحياة الزوجية لأن كسب العيش وإعالة الزوجة والأبناء ليس أمرا سهلا ويمكن أن يتحول إلى مهمة يمكن أن تسحق صاحبها، ولقد صدق من قال إن الرجال الذين تثقل كواهلهم الهموم لا يصلحون أن يكونوا عشاقا أبدا، ومن هذا المنظور فإن الزوجة العاقلة هي التي تعمل كل ما في وسعها لتخفيف الضغوط الاقتصادية التي تفرضها الحياة، والتي تمتص آلام زوجها، والتي تستطيع أن تعطيه جرعة إضافية من التفاؤل والأمل لاستعادة الحب المفقود والمشاعر الجياشة.