وافق رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران على حضور المؤتمر الخامس لحزب التجمع الوطني للأحرار بعد لقاء سري برئيس الحزب صلاح الدين مزوار لم تتسرب منه معطيات واضحة عما دار بين الرجلين باستثناء دعوته إلى المؤتمر. وأوضح مصدرنا أن بنكيران ومزوار تداولا إمكانية دخول التجمع الوطني للأحرار إلى حكومة العدالة والتنمية إذا ما واجهت الحكومة أي تحديات تفرض عليها ضرورة إجراء تعديل حكومي، مضيفا أن رئيس الحكومة استغل اللقاء لجس نبض محاوره حول مدى استعداد حزبه للمشاركة في الحكومة التي يقودها العدالة والتنمية. ورجح المصدر ذاته أن يعوض حزب الأحرار، في حالة موافقته على العرض، التقدم والاشتراكية الذي لم يتوان عن انتقاد تصريحات وزراء العدالة والتنمية، إلى درجة التحفظ على بعض الملفات التي أثارتها الحكومة، خاصة المتعلقة برخص النقل ودفاتر التحملات الخاصة بالإعلام العمومي. وأضاف أن العدالة والتنمية مستاء من التصريحات، التي صدرت عن بعض وزراء التقدم والاشتراكية، والتي أعطت صورة سلبية عن انسجام حكومة عبد الإله بنكيران. وأشار المصدر ذاته إلى أن مزوار واجه ضغوطا كبيرة من طرف قياديين في حزبه بعد موقفه الرافض للدخول إلى الحكومة والتحالف مع العدالة والتنمية، مضيفا أن مزوار لا يستبعد أن يقبل بالدخول إلى الحكومة إذا ما عرض عليه الأمر في إطار تعديل حكومي لأن ما يهم الحزب في النهاية هو مصلحة البلاد التي تنتفي أمامها جميع المصالح الحزبية والسياسية الأخرى. إلى ذلك، احتضن منزل قيادي في الأحرار لقاء بين رئيس الحزب صلاح الدين مزوار والرئيس السابق مصطفى المنصوري لطي صفحة الخلافات التي انفجرت بينهما منذ الانقلاب الأبيض، الذي قام بهم مزوار على المنصوري بمراكش. وأكد مصدر حضر اللقاء أن المنصوري تعهد خلال اللقاء المذكور بطي صفحة الماضي وحضور المؤتمر بسبب حرصه على وحدة الحزب وعدم تشتيت صفوفه. وأشار المصدر ذاته إلى وجود مساع وصفها بالحميدة لإقناع رشيد الساسي المرشح أمام مزوار بالانسحاب.