نعى «بيت الشعر» في المغرب الكاتب والصحافي المغربي عبد الجبار السحيمي، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي، بعد صراع طويل ومرير مع المرض. وأكد بيت الشعر، بهذه المناسبة الأليمة، أن «المشهد الأدبي والثقافي والإعلامي والنضالي المغربي فقد برحيله رائدا كبيرا٬ فذاً٬ صاحَبَ، لأزيد من نصف قرن٬ بحضور مؤثر نبيه وعميق٬ مختلفَ التحولات التي عرفتها الكتابة والثقافة والإعلام والفعل السياسي المضيء في المغرب المعاصر». وأضاف البلاغ ذاته أن «بيت الشعر في المغرب فقد، أيضا، صديقا داعما وحاضنا ومناصرا متحمسا للتحديث الشعري ولقصيدة النثر ولكل أشكال التجديد الشعري، الذي انخرط في أفقه شعراء المغرب»٬ وتابع البلاغ أن «المغاربة سيضلون٬ قراء ومثقفين٬ يتذكرون في مسار هذا الكاتب الرائع٬ سحرَ القلم وشعريته وعمقه وذكاءه وجرأته النادرة في ظروف استثنائية عرفتها بلادنا غداة الاستقلال». وبخصوص كتابة الراحل، أبرز بيت الشعر أن «لغة السحيمي٬ سواء في إبداعه القصصي، الذي أسس لحداثة السرد المغربي٬ أو في مقالاته وأعمدته الصحافية٬ كانت لغة دقيقة مشحونة رائقة مضيئة٬ حيث «وظّف الراحل لغته تلك بانتقاء شديد ورشاقة شفيفة٬ لتنقل فكره، المختلف، المحلّق في أفق الحداثة السياسية والثقافية والإبداعية٬ بإصرار عنيد على استقلالية المثقف والمبدع والإعلامي». وأضاف المصدر ذاته أن «الراحل كان٬ في إبداعه وكتاباته٬ صاحب رأي أصيل، صوت الحرية٬ والعدالة٬ والديمقراطية والتسامح والحوار.. صوتا يصدح دوما٬ دون وجل أو كلل.. صوتا لا يهادن ولا يصمت عن فساد أو انحراف أو طغيان».