عبر عدد من الجزارين بمدينة وجدة عن تخوفاتهم من تنامي ظاهرة تهريب الماشية، خاصة منها الأغنام الموجهة للمجازر والاستهلاك المحلي، مما قد ينتج عنه نقص في المنتوج داخل البلاد وارتفاع أسعارها في الأسواق الداخلية، مع الإشارة إلى أننا على أبواب فصل الصيف حيث تكثر الحفلات والأعراس، إضافة إلى قرب حلول شهر رمضان الذي يتضاعف فيه استهلاك اللحوم. وصرحت بعض المصادر بأن عشرات الشاحنات المحملة بآلاف رؤوس الماشية تهرب يوميا من مختلف المناطق المغربية، خاصة من منطقة الغرب، إلى الجزائر، وتخص الأغنام من نوع الصردي التي يتراوح وزنها ما بين 18 و20 كيلوغرام وثمنها ما بين 1000 و1200 درهم، مع الإشارة إلى أن ثمنها قد يفوق 2000 و2500 درهم (أي ما بين 20 ألف و25 ألف دينار جزائري) في الأسواق الجزائرية مع العلم أن سعر كيلوغرام من لحم الغنم بالجزائر يترواح ما بين 1115 و 1250 دينارا جزائريا (أي ما بين 120 درهما و125 درهما، في الوقت الذي يستقر سعره في المغرب في 70 درهما). ويستعد الجزارون، من أجل إثارة انتباه المسؤولين بوجدة خاصة منهم والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة انجاد، لتوجيه نداء عبر مراسلة/عريضة عنونوا موضوعها ب»شكاية حول تهريب قطعان الماشية نحو الجمهورية الجزائرية»، التي جاءت بناء على الأنباء المتداولة في الأوساط الاجتماعية لهذه المنطقة وعلى ما يعرفونه عن الأسواق الأسبوعية للماشية التابعة لهذه العمالة والأقاليم المجاورة لها من انتشار ظاهرة تهريب هذه الثروة الحيوانية عبر الحدود المغربية الجزائرية. وأشارت الشكاية إلى أن هذا الوضع له انعكاسات جدّ سلبية على أسعار اللحوم، إذ أدى إلى ارتفاع ثمنها وهو ما سيؤثر كذلك على ارتفاع اللحوم البيضاء والأسماك، مما يعود بالضرر على الاقتصاد الوطني بصفة عامة وعلى مهنة الجزارة بصفة خاصة، كما ينعكس ذلك سلبا على العرض في الأسواق المحلية والوطنية. وفي الأخير التمس هؤلاء الجزارون من والي الجهة والمصالح المختصة التدخل العاجل لإجراء بحث وتحقيق في الموضوع والعمل على وضع حدّ لهذه الظاهرة الخطيرة التي تضر بالاقتصاد الوطني وتؤثر مباشرة على القدرة الشرائية للمواطنين المستهلكين لهذه اللحوم الحمراء. وسبق للكاتب العام للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين فرع المجازر البلدية بالدار البيضاء، أحمد العماري، أن صرح بأن حوالي 15 شاحنة محملة بالأغنام تتجه يوميا إلى الحدود الجزائرية، مضيفا أن الشاحنات تنتقل من مناطق تادلة، خريبكة، سيدي البطاش، لبروج لكفاف والفقيه بنصالح إلى الحدود، ويتم تهريبها إلى الجزائر من الأسواق المجاورة للحدود كسوق عين بني مطهر، تويست، وجدة، تاوريرت، وهناك تجد مختصين في التهريب يعبرون بها الحدود إلى الجارة الجزائر. وأكد العماري أن ما يهرب إلى الجزائر يوميا يعادل ضعف ما تستهلكه العاصمة الاقتصادية من لحوم الأغنام.