بدون سابق إنذار قرر فريق الوداد الرياضي لكرة القدم رفض العقوبات التي أصدرتها في حقه جامعة الكرة بسبب أحداث الشغب التي عرفتها مباراة الفريق أمام الجيش الملكي في الجولة 25 من البطولة «الاحترافية». وإذا كان من حق الوداد أن يستأنف قانونيا العقوبات الصادرة في حقه، والمحددة في أربع مباريات دون جمهور وغرامة مالية قيمتها 10 ألاف درهم، إلا أن قرار الاستئناف، يكشف أن هناك خللا في جهة ما في الفريق، وأن هناك تلاعبا بجمهور الفريق وبالمتتبعين وبالجامعة. لنعد قليلا إلى الوراء ولنرتب الوقائع لنفهم ما جرى. عندما اندلعت أعمال الشغب في مباراة الوداد والجيش سارع رئيس الفريق عبد الإله أكرم إلى وضع شكاية ضد مجهول، ثم وسط غليان تداعيات الشغب الذي أسفر عن وفاة الشاب حمزة البقالي، وجه الوداد رسالة إلى الجامعة طالب من خلالها بإجراء مبارياته المتبقية في البطولة دون جمهور، ثم صفق رئيس الفريق وأعضاء المكتب المسير لقرار الجامعة مبدين تقبلهم له، ومدينين في الوقت نفسه أحداث الشغب التي اعتبروها مسيئة للكرة المغربية. استقبل كثيرون موقف الوداد ورئيسه أكرم بإعجاب، خصوصا أنها كانت المرة الأولى التي يبدي فيها مسؤول في فريق يمارس بالبطولة تقبله لعقوبة صادرة في حق فريقه، دون أن ينتفض غاضبا. في مرحلة لاحقة سيدخل فريق الجيش الملكي على الخط، وسيطالب بنقاط مباراته مع الوداد وبخصم نقطة من رصيد الفريق «الأحمر»، بل إنه وجه رسالة إلى الجامعة، في خطوة غير مسبوقة من طرف الفريق العسكري. بعدها سينقلب موقف الوداد كليا، وسيعود المكتب المسير ليصف القرار الصادر في حقه بأنه «ظالم» و»مجحف» و»غير عادل»، وسيحرم الفريق من مداخيل مالية مهمة. لذلك، فإن أسئلة كثيرة تطرح اليوم، لعل أبرزها هو هل يبدو مقبولا لمكتب مسير لفريق من حجم الوداد أن يناقض نفسه، أن يراسل الجامعة ويطالب بإجراء مبارياته دون جمهور، ويعلن قبوله علانية لقرار صادر من الجامعة، ويصف الحكم ب»المستحق»، ثم يعود في الغد ليفعل النقيض ويبدأ في التباكي، دون أن يدرك أصحاب هذه الفتوى أنهم أساؤوا للوداد أولا ولأنفسهم ثانيا وضربوا مصداقية المكتب المسير في مقتل ثالثا. لذلك، قبل أن تتم محاربة الشغب في مدرجات الملاعب، يجب أيضا محاربته في المكاتب المسيرة للفرق المغربية، فمن يعلن قرارا اليوم، ويناقضه في الغد يقوم بالشغب أيضا. وقانا الله وإياكم شغب المسيرين.