فجرت هزيمة فريق الرجاء البيضاوي أمام المغرب التطواني، أول أمس الإثنين، موجة غضب في صفوف عدد من لاعبي الرجاء، فما كاد الحكم يعلن عن نهاية المباراة، حتى ألقت المشاحنات بظلالها على اللاعبين، فرشيد السيلماني، أحد أقدم لاعبي الفريق لم يتردد في أن يلقي باللائمة على زميله أشرف سليم، معتبرا إياه أحد الأسباب الرئيسية للهزيمة. حدث هذا مع أن لقب البطولة مازال لم يحسم بعد، ومازالت أمام الفريق أربع جولات بإمكانه أن يتدارك من خلالها الموقف، لكن لاعبي الرجاء اختاروا الاستسلام وأن يبحثوا عن كبش فداء يحملونه مسؤولية الهزيمة. ما قام به السليماني ليس مقبولا، فأشرف سليم ليس الوحيد المسؤول عن هزيمة الفريق، ولكن لاعبي الفريق بأكملهم، فالمهاجمون افتقدوا للفعالية أمام المرمى ولاعبو خط الدفاع لم يكونوا بالمستوى المطلوب، كما أن إصابة هوبري وبلمعلم وطرد أمين الرباطي وتسرع اللاعبين أثر على الأداء العام للفريق، إضافة إلى أن تذبذب مستوى الرجاء له علاقة بمسار الفريق في الموسم بأكمله وتحضيراته وإقصائه من جميع المنافسات. ثم إنه إذا كان كل فريق ينهزم، يشرع اللاعبون في البحث عن متهم لإدانته، فإننا سنصبح أمام فوضى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ثم ألم يرتكب السليماني في مجموعة من المباريات أخطاء فادحة، ومع ذلك لم يحمله أي أحد المسؤولية، كما حدث في مباراة المنتخب الوطني وإيرلندا الشمالية الودية التي جرت ببلفاست(1-1)، عندما ارتكب خطأ لا يقوم به حتى اللاعبون الهواة. بهذا المنطق كان على لاعبي البارصا أن يجلدوا زميليهما بويول وفالديز، لأنهما لم يبعدا الكرة التي منحت الهدف الأول لريال مدريد في الكلاسيكو. واقعة السليماني والأجواء المشحونة التي شهدها مستودع ملابس الرجاء تكشف أن هناك تسيبا في الفريق «الأخضر» وأن هناك تداخلا غير مبرر، وأن المدرب في حاجة إلى فرض شخصيته على اللاعبين. في فريق من حجم الرجاء، وفي بطولة احترافية، ليس مسموحا كيفما كانت الخسائر أن يهاجم لاعب زميلا له، فالاحتراف مسؤولية، وهناك في الطاقم التقني مدرب من المفروض أن يقوم بعمله وأن يتحمل مسؤولية اختياراته، كما أن هناك لاعبين عليهم أن يقوموا بواجبهم في الملعب على نحو جيد، أما أن يتحول لاعب في الفريق إلى قاض يعقد الجلسات ويصدر الأحكام في حق زملائه في الفريق، فإن ذلك يكشف بالواضح أن هناك خللا كبيرا يجب إصلاحه.