بعد أن احتسى الحسين وصديقه إبراهيم كمية من الخمر بمكان خلاء في تالبرجت القديمة قررا أن ينتقلا إلى ساحة السلام حيث المقاهي الشعبية لتناول وجبة العشاء، وفي هذه الساحة صادفا مومستين وأثناء الحديث معهما أخبرهما إبراهيم أنهما يرغبان في ممارسة الجنس معهما لكنهما لا يتوفران على أي محل يؤويهما ليشبعان فيه غريزتهما الجنسية، وأبدت المومستان استعدادهما لاستقبالهما بمحلهما بحي بنسركاو شريطة الأداء المسبق لمبلغ 200 درهم، فوافقا ودفع الحسين المبلغ المطلوب فورا للمومستين، ثم توجها برفقتهما على متن سيارة أجرة إلى بنسركاو، وفي طريقهم إلى الحي المذكور وقع خلاف بين الإثنين حول الفتاة التي سينفرد به كل منهما لأن كلاهما يريد نفس الفتاة، ومع ذلك قررا تأجيل الخلاف إلى المحل لحسمه ولو بالقرعة. بعد وصول سيارة الأجرة إلى المحطة، ترجل الجميع صوب الغرفة التي تدعي المومستان شغلها على سبيل الكراء بأحد أزقة بلوك 10 بحي بنسركاو، وقبل ولوج الزقاق طلبت الفتاتان من الشابين أن ينتظرا نصف ساعة لأن الزقاق مايزال غاصا بالمارة والجيران، انتظر الاثنان كما طلب منهما، لكن مرت نصف الساعة بل مرت الساعة والساعتان ولم يظهر أثر للمومستين، وفطنا إلى أنهما وقعا ضحية نصب ودخلا الزقاق يبحثان عنهما، ونظرا لحالة السكر ولشعورهما بالغبن بدآ يسبان ويشتمان ويصيحان بأعلى صوتهما مما جعلهما يلفتان انتباه عون سلطة الذي اتجه صوبهما للتحقق وبعد أن تيقن أنهما غريبين عن الحي والزقاق ساقهما نحو مقر باشوية بنسركاو واتصل بشرطة المداومة التي تسلمتهما. بعد تفتيشهما من طرف الشرطة القضائية تم العثور بحوزة إبراهيم على سكين صغير الحجم وهاتف نقال، وفي حوزة الحسين على سكين وخمسة مفاتيح ومفتاح التحكم عن بعد خاص بالسيارات، بطاقتين بنكيتين. وبعد استنطاق إبراهيم صرح بأنه من ذوي السوابق العدلية في مجالات النصب والاحتيال والتزوير والسرقة، قضى بسببها عقوبات حبسية متفاوتة، مضيفا أنه بسبب أفعاله الجرمية المذكورة وبسبب ولوجه السجن عدة مرات طرده أبوه من بيت الأسرة هو وزوجته وابنه، وطلب من زوجته المذكورة المكوث لدى عائلتها إلى أن يتدبر مشكل السكن والعمل الشريف، لكنه لم يفعل أكثر من مرافقة مجموعة من أصدقاء السوء يعاقر معهم الخمر صباحا ومساء بحي تالبرجت وأحيانا بالشارع العام، وكان الحسين من جملة أصدقائه ونفى مشاركة الحسين الذي لم يغادر السجن سوى مؤخرا أفعاله الجرمية المتعلقة بسرقة السيارات . بدوره اعترف الحسين بأنه من ذوي السوابق في ميدان السرقة وانتهاك حرمة مسكن الغير، ولج بسببها السجن أربع مرات، وكان ينوي الإقلاع عن أفعاله الجرمية عقب خروجه من سجن أيت ملول مؤخرا لكنه فوجىء بموقف شقيقه الرافض لتشغيله بفرنه التقليدي، كما منعه من السكن معه مما جعله يرتمي مرة أخرى في أحضان التشرد، ولم يجد بدا من العودة إلى «مهنته» القديمة وهي السرقة من داخل السيارات، فاقتنى من سوق المتلاشيات بإنزكان مجموعة من مفاتيح السيارات ونفذ على الأقل ثلاث سرقات قبل أن يتم القبض عليه، وصرح أيضا أنه يعمد إلى تناول كمية كبيرة من الخمور عندما يعتزم تنفيذ سرقاته، واعترف بأن البطاقتين البنكيتين التي عثر عليهما بحوزته هما من عملية سرقة من إحدى السيارات ولم يعد يتذكر مكان وزمان هذه السرقة نظرا إلى حالة السكر التي كان عليها، واعترف أيضا بحيازة سكين دون سبب مشروع، وعليه فقد أدانته المحكمة بعشرة أشهر حبسا نافذا وغرامة قدرها 500 درهم من أجل السكر العلني والضوضاء وحيازة أدوات تستعمل لفتح الأقفال واستعمال المخدرات وحيازة سلاح بدون غرض مشروع والسرقة والتحريض على الفساد، واكتفت النيابة العامة بمتابعة إبراهيم من أجل السكر العلني وحيازة سلاح والتحريض على الفساد والحكم عليه بثلاثة أشهر حبسا موقوف التنفيذ وغرامة قدرها 2000 درهم .