لم يتردد الإسباني بينتيو فلورو، في التأكيد للصحفيين عقب مباراة فريقه الوداد أمام شباب الحسيمة التي انتهت بالتعادل بدون أهداف، أول أمس الأحد، أنه «يشتغل وفق مشروع يهدف إلى تكوين فريق قوي». وأضاف:» لقد بدأت تظهر بوادر فريق قوي يشرف اسم الوداد وسيقول كلمته في المستقبل القريب». الذي صرح بهذا الكلام، ليس مدرب فريق صعد للتو إلى بطولة القسم الأول، ويبحث عن البقاء، ولكنه مدرب فريق كبير في المغرب اسمه الوداد. لنعد إلى البداية لنحاول فهم ما يجري، وكيف ولماذا جاء فلورو المدرب السابق لريال مدريد إلى الوداد الرياضي. جاء فلورو إلى الفريق «الأحمر» بعد أن دخل الوداد أزمة نتائج، كان من أبرز عناوينها خسارته لنهائي عصبة الأبطال الإفريقية أمام الترجي وخروجه من الدور نصف النهائي لكأس العرش أمام المغرب الفاسي بالضربات الترجيحية، وتعثره كذلك في بعض مباريات البطولة «الاحترافية». جاء فلورو إلى الوداد من أجل أن يقود الفريق إلى انطلاقة جديدة، وكانت ما تزال أمامه مرحلة الإياب بكاملها، كان من الممكن أن يعمل خلالها على ترتيب صفوف الفريق ليدفعه إلى التنافس على اللقب مثلما فعلت فرق عديدة، آخرها الدفاع الجديدي الذي قفز إلى المركز الرابع. أعضاء المكتب المسير لم يقل أي منهم إن الوداد سيعمل على بناء فريق للمستقبل، قبل أن يتبين في ما بعد أن الفريق «الأحمر» يواصل «نزيف» النقاط» وأنه قد يخرج خاوي الوفاض هذا الموسم دون أن يضمن حتى المشاركة في إحدى المنافسات الإفريقية. المثير أن فلورو الذي يتقاضى أعلى راتب شهري في الدوري المغربي والذي يقارب 45 مليون سنتيم، لم يأت إلى فريق نكرة في البطولة، بل إنه جاء إلى فريق اعتاد كل سنة أن ينافس على الألقاب وأن يلعب على مختلف الواجهات، ثم يأتي في النهاية ليقول إنه بصدد تكوين فريق للمستقبل. قبل موسمين، حينما انفصل الفريق عن المدرب بادو الزاكي وعوضه فخر الدين رجحي، وكان الفريق قد فقد الكثير من حظوظه في التنافس على اللقب، لم يقل أي من المسؤولين إن الوداد سيعمل على بناء فريق للمستقبل، بل إن فخر الدين قاد الفريق إلى تحقيق اللقب، تماما كما أن بادو الزاكي عمل طيلة موسمين على جمع شتات الفريق، وحوله إلى فريق منافس. لو أن مدربا مغربيا يشرف على تدريب الوداد قال إنه سيعمل على بناء فريق للمستقبل، لنصبت له المشانق، وقيل فيه ما لم يقله مالك في الخمر، لكن بما أن الأمر يتعلق بمدرب إسباني الجنسية يتقاضى راتبا شهريا محترما، فيمكن له أن يقول ما يشاء، أن يحول فريقا يتوفر على أفضل اللاعبين في الدوري المغربي إلى شبح، وإلى مجرد فريق في طور البناء، دون أن يقول له أي أحد «أش هاد التخربيق»، ودون أن تكون كذلك لمن أتوا به الجرأة ليقولوا إننا نسير في الطريق الخطأ.