قدم ملف عبد الفتاح دهاج، المعتقل على خلفية تفجيرات أركانة، إلى المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بمناهضة التعذيب في جنيف. وأوضحت مصادر حقوقية أن الملف المذكور أحيل من طرف منظمة الكرامة لحقوق الإنسان على فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي. وأكدت المصادر ذاتها على أن المنظمة الحقوقية التمست من لجنة الأممالمتحدة لمكافحة التعذيب التدخل لدى السلطات المغربية لتذكيرها بالتزاماتها الدولية، خاصة منها واجب جبر الضرر الناجم عن الانتهاكات التي تعرض لها دهاج، مضيفة أن المنظمة الحقوقية السويسرية أكدت للجنة الأممية أن قضية دهاج لا تشكل، في واقع الأمر، إلا حالة من بين حالات عديدة وصفتها ب«المأساوية» على خلفية اللجوء إلى انتزاع الاعترافات فيها تحت التعذيب بالمغرب. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المنظمة الحقوقية قدمت ملف دهاج إلى اللجنة الأممية في العاشر من الشهر الجاري، مضمنة إياه اتهامات بأن المعني تعرض للتعذيب وتمت إدانته في محاكمة غير عادلة على خلفية تفجيرات مقهى أركانة في مراكش. وأكدت المنظمة الدولية أن دهاج، البالغ من العمر 40 سنة، ألقي عليه القبض في سياق عملية تفجير مقهى أركانة، ووجهت إليه تهمة عدم التبليغ عن الأشخاص المتورطين في التفجيرات التي وقعت يوم 28 أبريل 2011؛ مضيفة أنه في 9 مارس الماضي حكم على دهاج من قبل محكمة الاستئناف بسنتين حبسا نافذا على أساس تصريحات قالت إنها انتزعت منه تحت وطأة التعذيب وإنه أجبر على التوقيع عليها. وأوضحت المنظمة الحقوقية ذاتها، في التقرير الذي قدم إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أن دهاج أوقف في 6 يونيو الماضي، داخل منزله، من قبل عناصر من الشرطة القضائية، وتعرض طيلة الأيام الإثني عشر التي قضاها رهن الحراسة النظرية لدى الشرطة، للتعذيب والضرب والإهانة لإجباره على الاعتراف بتورطه في عملية التفجير التي لم يشارك فيها، مضيفة أنه رغم إبلاغه القضاة بما تعرض له من تعذيب أثناء المحاكمة، فقد أصدر القاضي حكمه بإدانته، فقط على أساس التصريحات التي تم انتزعها منه تحت التعذيب، مما يعد انتهاكا لاتفاقية مناهضة التعذيب والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وأكدت المنظمة الحقوقية ذاتها على أن دهاج أصيب بإعاقة جسدية في القدمين، حيث أصبح يتعذر عليه التحرك دون عكازين، واعتقل في سجن سلا 2 في ظروف غير إنسانية، فضلا عن حرمانه من استخدام العكازين؛ فلجأ، احتجاجا على هذه الظروف القاسية، إلى الدخول في إضراب عن الطعام، علقه مؤخرا عقب تلقيه وعودا من سلطات السجن بتحسين ظروف اعتقاله.