فكر الصديقان (ه.ج) و (ع.أ) في طريقة تمكنهما من اقتناء كميات من الخمور قصد تمضية ما تبقى من ساعات الليل، حيث اقترح أحدهما فكرة السطو على سيارة أجرة صغيرة، لاقت الفكرة استحسانا من لدن الاثنين، فبادرا إلى إيقاف أول سائق طاكسي أجرة صغيرة مرت بجانبهما على مستوى المقاطعة الجديدة بحي (تراست) بمدينة انزكان، فالتمسا من السائق إيصالهما إلى أحد الدروب بحي تراست، لم يتردد السائق في تلبية طلبهما عن حسن نية، وأدار محرك السيارة في اتجاه الوجهة التي طلباها، وبعد مضي لحظات قصيرة، عمد الصديقان إلى إشهار الأسلحة البيضاء في وجه السائق الذي توقف مذعورا من هول المفاجأة، حيث أمراه بالنزول من السيارة والذهاب إلى حال سبيله. توجه السائق الضحية فورا إلى مقر مفوضية الشرطة بالمنطقة الإقليمية لإنزكان، حيث تم الاستماع إلى شكايته في النازلة، مدليا ببعض الأوصاف حول ملامح المتهمين، في وقت كان فيه الظنينان قد غادرا حي (تراست) مرورا بحي الجرف والمستشفى الإقليمي إلى غاية منطقة غابوية، سالكين طريقا ضيقة غير معبدة في اتجاه منطقة خالية بالضفة اليسرى لوادي سوس تابعة للنفوذ الترابي للدرك الملكي للقليعة، وهناك أوقفا السيارة وبعد تفتيشها لم يعثرا بداخلها سوى على مبلغ زهيد لا يتجاوز قدره 300 درهم، ولأجل طمس معالم الجريمة التي اقترفاها وتمويه المحققين، فكرا في طريقة للتخلص من السيارة عن طريق حرقها بالكامل، حيث أسرعا إلى صب كميات من البنزين كانت معبأة داخل قنينات بلاستيكية اقتنياها من محطة للوقود بالمنطقة، لتلتهم بعد ذلك ألسنة اللهب كامل أجزاء السيارة التي تحولت في ظرف وجيز إلى هيكل حديدي موشح بالسواد. اعتقال الجانيين مع حلول اليوم الموالي، باشرت عناصر الشرطة القضائية بالدشيرة الجهادية حملة تمشيطية واسعة، أفضت إلى العثور على سيارة الأجرة المسروقة في مكان مقفر بمحيط ضفة وادي سوس، فتم استدعاء صاحب السيارة للمعاينة، فيما أخذت عناصر الشرطة العلمية صورا فتوغرافية للسيارة مع حجز كل الأشياء المحيطة بمسرح الجريمة التي من شأنها مساعدة المحققين في فك لغز الجريمة، واصلت عناصر الشرطة القضائية المكلفة بالقضية البحث عن المتهمين بمختلف النقاط السوداء والأحياء الهامشية بالمدينة، بعد أن تم تحديد ملامح المعنيين الإثنين بناء على الأوصاف التي أدلى بها السائق، ولم تمض سوى بضعة أيام من تاريخ العثور على السيارة المحروقة، حتى تم اعتقال المتهم الأول ( ه.ج) بفضل معلومة توصلت بها عناصر الشرطة من طرف أحد المخبرين، تفيد بوجود المعني بالأمر داخل منزله عائلته بحي (تراست)، وعلى التو تمت مباغتة الجاني في وقت مبكر من الصباح، وبعد تفتيش غرفة نومه تم تصفيده واقتياده إلى مقر الشرطة القضائية، حيث فتح محضر استماع إلى المتهم سرد من خلاله للمحققين تفاصيل اقتراف الجريمة، كما أدلى بهوية شريكه الذي لم يكن سوى ابن حيه ورفيق دربه في الإجرام، حيث سبق للجانيين في هذا الصدد أن قضيا معا عقوبات حبسية بعد تنفيذهما جرائم متعلقة بالسرقة. ولم تمض سوى ثلاثة أيام على اعتقال المتهم الأول حتى أوقفت عناصر الشرطة المتهم الثاني ( ع.أ) بنفس الطريقة من داخل منزله السكني الكائن بنفس الحي، بعد أن باغتته عناصر الشرطة داخل فراش النوم، ليتم اقتياده إلى مصلحة الشرطة حيث تم الاستماع إلى أقواله التي جاءت مطابقة لأقوال شريكه في الجريمة. وبعد الانتهاء من فترة الحراسة النظرية وإعداد المحاضر القانونية للمتهمين، أحيلا على أنظار الوكيل العام بغرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بأكادير، بتهم السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض وإضرام النار عمدا واستعمال السلاح الأبيض.