أكدت مصادر مطلعة من داخل المستشفى الإقليمي بإنزكان ل«المساء» أن غموضا يكتنف صفقة الحراسة التي تم تمريرها لإحدى المقاولات العاملة في مجال الحراسة خلال السنة الجارية بمبلغ 113 مليون سنتيم، وأفادت المصادر ذاتها بأن الشركة الجديدة التي فازت بصفقة حراسة المستشفى، اكتفت فقط بتشغيل 16 حارسا خاصا بمختلف الأجنحة الطبية المكونة للمستشفى الإقليمي، في حين أن دفتر التحملات ينص على تشغيل 24 حارسا، كما كان عليه الحال خلال عهد الشركة السابقة، التي تقدمت خلال جلسة فتح الأظرفة التي شاركت فيها أربع شركات منافسة بمبلغ لا يقل عن 88 مليون سنتيم، لكن دون أن ترسو عليها الصفقة لأسباب ظلت غامضة. وفي سياق آخر، ذكرت مصادر «المساء»، أن العاملين بقسم المستعجلات أضحوا عرضة للخطر في أي لحظة، خاصة بعد تكرار حالات الهجوم على المصلحة، جراء توافد عدد من المخمورين والمتشردين المدججين بالأسلحة البيضاء في أوقات متأخرة من الليل، وأضافت المصادر ذاتها، أن الخصاص الحاصل على مستوى عدد عناصر الأمن الخاص المتواجدين بالمصلحة بات يؤثر بشكل سلبي على السير العادي للطاقم الطبي. وكان قسم المستعجلات بالمستشفى ذاته قد تحول، منتصف ليلة أول أمس، إلى حلبة للمبارزة بالأسلحة البيضاء، بعد أن عمد شقيقان، كانا في حالة هيسترية وينحدران من مدينة القليعة، إلى الاعتداء على شخص مريض كان يتلقى الإسعافات الأولية، حيث أشهرا الأسلحة البيضاء في وجه موظفي المصلحة، ودخلا في مواجهة مع خصمهما الذي تجمعهما به عداوة سابقة، وقد أصيب خلال الحادث الشخص المريض بجرح بليغ في اليد، قبل أن يبادر بدوره إلى إصابة أحد الشقيقين بقنينة زجاجية في رأسه. وقد تدخلت عناصر الأمن الخاص التي تمكنت بعد جهد كبير من فض الاشتباك بين الأطراف وتهدئة الأوضاع، قبل أن يتم الاتصال بعناصر الشرطة التي عملت على اعتقال الأشخاص الثلاثة واقتيادهم إلى مصلحة الديمومة للاستماع إليهم في محاضر قانونية قبل إحالتهم على العدالة بالتهم المنسوبة إليهم. وكانت «المساء» قد أجرت اتصالا هاتفيا بكل من إدارة المستشفى والشركة الجديدة المكلفة بالحراسة لمعرفة وجهة نظرهما في الموضوع، غير أن الهاتف ظل يرن دون مجيب.