استفاق سكان جماعة أربعاء أولاد عمران، وبالضبط دوار بجاجة، في نهاية الأسبوع الماضي، على نبأ جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب على يد عشيقته بسبب تعنيفها ولامبالاته بها, إذ استغلت سكره ووجهت إليه ضربة بواسطة قنينة غاز على مستوى الرأس أردته قتيلا في الحين, وحاولت إحراق جثته بالكامل لكي تمحو آثار الجريمة ثم فرت إلى منطقة مجهولة. عناصر الدرك الملكي بالمنطقة انتقلت، بعد إشعارها من لدن الجيران بالجريمة، إلى مسرح الجريمة حيث وجدت الجثة في حالة متحللة, فتم نقلها إلى المستشفى المركزي بسيدي بنور، وتم بعد ذلك محاصرة المتهمة بالأسئلة بعدما لم تفلح التحريات الأولى في انتزاع الاعتراف منها... استمرت العلاقة الغرامية بين الجانية والضحية 12 سنة بدوار بجاجة بجماعة أربعاء أولاد عمران إقليم سيدي بنور, عاشا خلالها أياما جميلة وليالي حمراء في انتظار الزواج الذي طال على الفتاة (ح.ع ) المطلقة من رجل آخر ولها ابنة منه, ويوما بعد يوم بدأت حلاوة الأيام تتحول إلى مرارة بين العشيقين لتختتم في النهاية بجريمة قتل بشعة، بعدما وجهت العشيقة إلى خليلها ضربة بواسطة قنينة غاز، مستغلة سكره البين وحاولت إحراق من كان سابقا حبيب القلب والهروب من الواقع المؤلم نحو المصير المشؤوم. قتل العشيق في ليلة الجريمة, عنف المجني عليه الذي كان في حالة سكر طافح, عشيقته وسبها وشتمها، مما أدى إلى تشابك بالأيدي بينهما، فما كان من العشيقة إلا أن حملت قنينة غاز وهوت بها على رأس الضحية مما تسبب له في نزيف حاد, لفظ إثره أنفاسه الأخيرة في الحين, ولم تكتف المتهمة بذلك بل قامت بتوزيع ملابس الضحية على العديد من زوايا منزله وأشعلت النار فيها, لكي تتستر على فعلتها وتصور الحادث على أنه حريق, لكن الخوف والهلع الذي أصابها بعدما لم تتمكن النار من حرق جسم الضحية بالكامل, دفعها إلى الفرار إلى منطقة مجهولة في حوالي الساعة الثانية ليلا, من دون أن يعلم أحد بالجريمة وحتى عائلته, وبعد مرور أسبوع على هذه الجريمة, انبعثت من المنزل الذي توجد فيه الجثة رائحة كريهة ناتجة عن تحللها, ليتطوع أحد الجيران ويتصل بعناصر المركز الترابي للدرك الملكي بأربعاء أولاد عمران, فانتقلت العناصر الدركية إلى عين المكان وعاينت الجثة التي كانت متحللة بالإضافة إلى وجود بعض آثار الحريق في أنحاء مختلفة من جسم الضحية, وبعد إكمال البحث الميداني تم نقل الجثة إلى المستشفى المركزي بسيدي بنور قصد التشريح الطبي, في حين تم إصدار مذكرة بحث وطنية في حق المتهمة. العشيقة تسلم نفسها قامت المصالح الدركية مباشرة بعد المعاينة بفتح تحقيق ميداني, أدى إلى الاشتباه في أن القاتلة هي عشيقة الضحية, خصوصا أن العديد من الشهود أكدوا أنها كانت دائمة الصراع مع عشيقها, بسبب تعنيفها وعدم الاهتمام بها وأيضا بسبب تماطل خليلها في الزواج بها. وكانت بين الفينة والأخرى تغادر صوب مدينة أخرى حيث تعمل كخادمة بالمقاهي والمطاعم لتعود من جديد إلى عشيقها، خصوصا في الأعياد والمناسبات. حينها كثفت العناصر الدركية من تحرياتها. وقامت بمحاصرتها داخل تراب الجماعة, بعد علم المصالح بأن المتهمة مختبئة بأحد الدواوير في الجماعة, لتقوم المتهمة بعد ذلك بتسليم نفسها عن طواعية للمصالح الدركية بأولاد عمران, لكنها لم تعترف بالقتل في بداية التحريات، وأقرت فقط بأنها عشيقة الضحية وبأنها عاشرته لمدة طويلة، وادعت ألا علم لها بالجريمة وأنها حزينة لموته, لكن بعد محاصرتها بالعديد من الأسئلة انهارت واعترفت بالمنسوب اليها, وبكونها هي من قامت بقتل المجني عليه وإحراق جثته. أمام العدالة أكدت المتهمة بأن سبب القتل نتج عن صراع بينها وبين عشيقها ليلة الجريمة, وأن الضحية كان يعدها بالزواج لمدة فاقت الاثنتي عشرة سنة, بالإضافة إلى عدم المبالاة بها في الأشهر الأخيرة الماضية زيادة على سلف للعشيق لم يسدده لها ويتهاون مرارا على إرجاعه لها, وأنها كرهت أن تظل خادمة في المقاهي والمطاعم وأنها كانت تنوي فقط الزواج به, وأضافت أنها عمدت إلى إحراق الجثة سعيا منها إلى إخفاء معالم الجريمة, بعد تفاجئها بموت عشيقها الذي قامت بضربه بواسطة قنينة غاز صغيرة الحجم, وأنها لم تكن تنوي قتله بل حاولت ردعه على تعنيفها, لتتم في الأخير إحالة المعنية بالأمر على الوكيل العام للملك بالجديدة, بالمنسوب إليها.