الرباط محمد أحداد شن حزب الأصالة والمعاصرة هجوما قويا على حكومة بنكيران، حيث وصف حكيم بنشماس، رئيس فريق الحزب بمجلس المستشارين، التسيير الحكومي ب»المتذبذب» و»المرتجل». وقال بنشماس، ضمن باب إحاطة علما بقضية طارئة لمجلس المستشارين مساء أول أمس الثلاثاء، إن حزبه يريد «لفت الانتباه وإثارة كل مظاهر الارتباك والارتجالية التي طبعت هذه الأشهر الأولى من أداء الحكومة، والتي تثبت أن بعض أعضاء هذه الحكومة لم يتخلصوا بعد من دهشة البداية ولم يتمكنوا من عبور ضفة المعارضة والانتقال إلى موقع المسؤولية والحكم». وتوقف بنشماس عند نقطة انسحاب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران من جنازة الرئيس الجزائري الأسبق بنبلة، واصفا الانسحاب ب»الزلة الكبيرة التي ارتكبتها الدبلوماسية بمناسبة حضور جنازة الرئيس الجزائري السابق أحمد بنبلة، والتي لا يمكن السكوت عنها أو التسامح مع مظاهر الاسترخاء تجاه القضايا الكبرى للوطن». وأضاف بنشماس، رئيس المجلس الوطني للحزب، أن «مائة يوم الأولى من عمر هذه الحكومة جعلتنا نعيش حلقات متعددة ومتنوعة من اللخبطة والارتجال تجلت في التنافر والتطاحن وتبادل الانتقادات حول العديد من الملفات والقضايا المتعلقة بتضاربات وجهات النظر حول بعض القضايا المجتمعية الكبرى وذلك مرده تشكيلتها الهجينة، علاوة على التصريحات الإعلامية المتسرعة والانفعالية المرتبطة بهندسة الحكومة ووجود قطاعات وزارية برأسين، الداخلية والمالية، ساهم في إذكائها التأخر في تنزيل المراسيم المؤطرة لعملها وممارسة اختصاصات وزرائها»، مبرزا في نفس الوقت أن «هذا الوضع يوحي لنا في فريق الأصالة والمعاصرة بأن هناك خصاصا مهولا على مستوى الرزانة والحكمة عند بعض أعضاء هذه الحكومة وعدم تقديرها لحجم المسؤولية وجسامة الوظيفة المؤتمنين عليها». وانتقد بنشماس ما أسماه «الإيقاع البطيء غير القادر على خلق جاذبية يؤثر فيها ضعف الاجتهاد والمبادرة إلى درجة أن هاجس الحكومة وأهم ما يؤرقها هو البحث عن سبل تأمين انسجام وتماسك مكوناتها لدرجة صار معها رئيس الحكومة يتقمص دور الإطفائي المنهمك في إخماد النيران التي تشتعل من حين لآخر في بيته الحكومي». في سياق آخر، لم يتردد بنشماس في توجيه سهام النقد إلى حكومة بنكيران بسبب «نهج الحكومة للخيارات السهلة في العلاقة مع العديد من القضايا، وخاصة كيفية تعاطيها مع مظاهر الاحتجاج، حيث استسلمت بسرعة كبيرة للمقاربة الأمنية ولم تكلف نفسها عناء الاجتهاد وتقديم الأجوبة المطمئنة التي يفرضها واقع الاحتقان، الذي تعرفه العديد من القطاعات والفئات، والأمثلة هنا صارخة ودالة على ما نقول بخصوص أحداث تازة/ بني بوعياش بوكيدارن وغيرها، بالإضافة إلى الهجمة الشرسة التي طالت المعطلين حاملي الشواهد العليا، والتي كان حريا بالحكومة الوفاء بالتزاماتها وتقديم أجوبة منصفة والبحث عن حلول جذرية لملف التشغيل».