كشف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن الأممالمتحدة ستبحث عن أفكار جديدة لحل ملف الصحراء خارج طرفي النزاع بعد فشل لقاءات تعزيز الثقة بين المغرب وجبهة البوليساريو. وأكد بان كي مون أنه أمام تمسك طرفي نزاع الصحراء بموقفيهما، فإن الأممالمتحدة ستبحث إمكانية عقد اجتماع لمجموعة تمثل شريحة عريضة من الصحراويين للتشاور والتحاور، باعتبار ذلك وسيلة للخروج بأفكار جديدة تُعرض على المفاوضين. وأضاف بان كي مون، في تقريره الموجه إلى مجلس الأمن والذي حصلت «المساء» على نسخة منه، أن الإجراءات الجديدة لكسر جمود المفاوضات غير المباشرة ستشمل كذلك إمكانية عقد اجتماع لمجموعة من الممثلين من الدول الخمس في اتحاد المغرب العربي للخروج بأفكار جديدة حول ملف الصحراء. وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن اقتراحه لا يروم استبدال المفاوضين، وإنما تشجيع المناقشة والإتيان بأفكار جديدة، بل وحتى بمقترحات يمكن طرحها على المفاوضين للنظر فيها؛ مضيفا أن تلك المقترحات وسيلة لتوسيع نطاق التفكير بشأن الوضع المستقبلي للصحراء، وتوليد أفكار جديدة من شأنها أن تساعد الطرفين. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن من بين السبل الأخرى التحفيز على إيجاد أفكار جديدة، ستشجع الأممالمتحدة على تيسير زيارات الدبلوماسيين والمشرِّعين والصحفيين وغيرهم، لتمكين المجتمع الدولي من اكتساب فهم أعمق لوجهات نظر المتضررين مباشرة من هذا النزاع، مشيرا إلى أنه ينبغي أن يتمتع أفراد بعثة المينورسو بالحرية الكاملة في التنقل والتواصل في الصحراء والمخيمات، وأن تكون لديهم القدرة على إصدار تقارير شفافة عن التطورات الهامة. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن طرفي ملف الصحراء أكدا التزامهما بعملية التفاوض، واتفقا على مواصلة مناقشة مواضيع محددة تحظى باهتمامهما، مثل الموارد الطبيعية وإزالة الألغام، مضيفا أنهما اتخذا الخطوات اللازمة لتنفيذ الاتفاقات السابقة بشأن تدابير بناء الثقة واستكشاف أفكار أخرى جديدة، غير أنه لم يُحرز أي تقدم في ما يتعلق بالقضايا الجوهرية للوضع المستقبلي لملف الصحراء. وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أن طرفي الملف ظلا يبديان ما وصفه ب«التشبث المتشدد بمواقف يستبعد كل منها الآخر»، مع الاستمرار في إظهار الإرادة السياسية للاجتماع على فترات منتظمة ومناقشة القضايا الفرعية. وفي سياق متصل، رصد التقرير خلال الفترة الممتدة من 16 مارس 2011 إلى 15 مارس 2012 قيام بعثة «المينورسو» ب8 آلاف و335 دورية برية في إطار مهام المراقبة الموكولة إليها، إضافة إلى 530 دورية جوية لزيارة ومراقبة القوات المسلحة الملكية ومسلحي جبهة البوليساريو. وسجلت البعثة -حسب التقرير- 25 انتهاكا جديدا للاتفاق العسكري من جانب القوات المسلحة الملكية تتعلق بإنشاء مبان جديدة ونشر قطع مدفعية من عيار أثقل لتعويض المعدات القديمة في السمارة والمحبس وإقامة برج لهوائي النظام العالمي للاتصالات بالهاتف المحمول وتركيب رادار محمول جديد بالسمارة. كما سجل التقرير سبعة انتهاكات جديدة ارتكبها مسلحو جبهة البوليساريو، تمثلت أساسا في دخول عناصر عسكرية ومعدات تابعة للبوليساريو إلى الشريط العازل أو مرورها عبره.