تدخلت عناصر الوقاية المدنية التابعة للقيادة الجهوية بالقنيطرة، ظهر أول أمس، لإنقاذ حياة عامل مضرب عن الطعام حاول وضع حد لحياته بالقفز من أعلى بناية الشركة التي يشتغل فيها. ونُقل العامل على وجه السرعة من وحدة «ميطالورجي» إلى قسم المستعجلات بالمركب الاستشفائي الإدريسي، وهو في وضعية صحية جد حرجة، فيما حال مسؤولون نقابيون في الوقت نفسه دون إقدام أربعة عمال آخرين تابعين لوحدة «كالفسي» على الانتحار هم أيضا بالطريقة ذاتها. ودفع هذا الحادث كبار المسؤولين بالمدينة إلى الحضور إلى عين المكان، حيث ما زال العشرات من عمال شركة «آيسي» يعتصمون بالقرب من الأبواب الرئيسية لوحداتها، للمطالبة بصون كرامة المستخدمين وتطبيق بنود مدونة الشغل والزيادة العامة في الأجور، وهددوا بالانتحار الجماعي في حال عدم تدخل السلطات لإجبار صاحب الشركة على احترام القانون. ويخوض العمال الغاضبون، المنضوون تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، منذ ما يفوق الأسبوع، معركة الأمعاء الخاوية، ردا على ما أسموه تماديا من طرف الشركة المشغلة في نهج سياسة الطرد والتوقيف، وفضح سوء نية مسؤولي الإدارة الذين سلكوا أسلوب المناورة، محاولين استغلال عامل الزمن لشراء الذمم، وفشلهم في كسر شوكة العمال النقابيين ووحدتهم. ودعا قياديون سياسيون وحقوقيون، قاموا بزيارة المعتصمين، في اليوم نفسه، إلى وضع حد لمأساة العمال المضربين، وإنقاذ الأسر التي يعيلونها من التشرد، مشددين على ضرورة التدخل العاجل لوقف ما وصفوه باستفزاز الإدارة للعمال المحتجين عن طريق استغلال ثغرات القانون لاستصدار أحكام مستعجلة بالإخلاء، رغم أن العمال يعتصمون ويخوضون إضرابهم عن الطعام في أماكن بعيدة عن مكان دخول الآليات وخروجها، محملين الشركة المذكورة مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا في حال عدم فتح باب الحوار. من جهتهما، طالبت كل من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان والي الجهة بالتدخل الفوري لإيجاد الحلول المناسبة وفق القوانين الجاري بها العمل، وقالتا، في رسالة توصلت «المساء» بنسخة منها، إن العمال المضربين يعيشون أوضاعا جد مزرية نتيجة فشل الحوار الإقليمي والوطني. وحذرت الهيئتان الحقوقيتان السلطات الولائية من الاكتفاء بلعب دور المتفرج على ما يحصل من انتهاكات لحقوق العمال، ونددتا بالأساليب الخطيرة التي تلجأ إليها الجهات المعنية لإفشال إضراب المعتصمين، وهو ما اعتبرته المنظمتان المذكورتان مساسا بالسلامة الجسمانية للمضربين وحقهم في الحياة المكفول بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.