تسبب بئر في اندلاع مواجهات دامية بين قبيلتين تربطان بين إقليمي قلعة السراغنة وأزيلال يوم الأربعاء الأخير، عندما حاول سكان جماعة تيدلي التابعة لإقليم أزيلال منع عمال الحفر، الذين كانوا بصدد حفر بئر لإنقاذ سكان جماعة أولاد خلوف التابعة لإقليم قلعة السراغنة من ندرة المياه الصالحة للشرب. وأوضحت مصادر من عين المكان أن سكان جماعة أولاد خلوف عمدوا إلى حفر بئر الماء الصالح للشرب تحت إشراف السلطات المحلية، لوضع حد لمعاناتهم من ندرة الماء الشروب، لكن هذه الخطوة ستثير حفيظة سكان جماعة تيدلي الذين اعتبروا أن البئر يدخل في الحدود الترابية لإقليم أزيلال، قبل أن يتدخلوا لمنع العمال من الاستمرار في أشغال الحفر، لكن شرارة المواجهات ستندلع عندما سترفع السلطات المحلية يدها عن العملية وتتراجع عن الوعد الذي تعهدت بالوفاء به أمام سكان أولاد خلوف. لم يتقبل سكان أولاد خلوف أن يتسبب سكان جماعة تيدلي في توقيف أعمال حفر البئر الذي يشكل بالنسبة إليهم إنجازا كبيرا سيكون من شأنه إنقاذ المنطقة من آثار الجفاف وندرة الماء، فقاموا بالاحتجاج لدى السلطات، قبل أن يدخلوا في مناوشات مع بعض سكان جماعة تيدلي الموجودة على الحدود بين إقليمي أزيلال وقلعة السراغنة. واعتبر سكان جماعة أولاد خلوف أن البئر هبة للقبيلة وأن الأمر يتطلب منهم الدفاع عن هبتهم، فعمدوا، عن طريق عملية «التبراح»، إلى إشاعة الخبر بين السكان وتجييش أفراد القبيلة للذود عما اعتبروه حقا يؤول إليهم، وهي الطريقة التي أدت إلى تأجيج الوضع بين سكان الجماعتين صباح أول أمس الخميس، لتعرف المنطقة مواجهات عنيفة استعملت خلالها الأسلحة البيضاء والحجارة، الأمر الذي استدعى تدخل عاملي قلعة السراغنة وبني ملال اللذين أعطيا تعليماتهما بتدخل القوات العمومية، وحاولت هذه الأخيرة احتواء الوضع بشكل سلمي، لكن عنف المواجهات بين أفراد القبيلتين حال دون ذلك، لتتدخل قوات الأمن بعنف من أجل فك الاشتباك بين القبيلتين قبل أن تتحول هذه القوات إلى هدف للمتصارعين. وحسب معطيات واردة من عين المكان، فقد أصيب ثمانية من أفراد القوات المساعدة بجروح متوسطة الخطورة في أنحاء متفرقة من أجسامهم، كما أصيب قائد سرية الدرك الملكي في قلعة السراغنة بجروح على مستوى الرأس استدعت نقله إلى المستشفى، فيما جرح العشرات من سكان الجماعتين بجروح متفاوتة.