أقدمت المصالح الأمنية بمدينة تيزنيت، الإثنين الماضي، على تمثيل جريمة قتل تاجر حي «الإيراك» بالمدينة، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على وقوعها في واضحة النهار، وتورُّط شاب في التاسعة عشرة من العمر في ارتكابها. وقد عمدت المصالح الأمنية إلى تشديد رقابتها بمحيط الجريمة وأنزلت العديد من رجال الأمن بالزيين المدني والرسمي، كما لم تسمح إلا لعدد قليل من الأمنيين بدخول مسرح الجريمة، رفقة وكيل الملك بابتدائية تيزنيت، وبعض مسؤولي أجهزة الاستعلامات العامة، فيما تابع عملية التمثيل عدد كبير من سكان المدينة، وبعض المراسلين المعتمدين وعدد من أفراد عائلة الجاني والمجني عليه. واستنادا إلى المعطيات التي استقتها «المساء» من مصادر متعددة، فإن الجاني المنحدر من جماعة «تازروالت» بإقليم تيزنيت، اقتنى أداة جريمته من أحد المحلات التجارية بالمدينة، قبل أن يتوجه إلى مسرح الجريمة حيث دخل في نقاش حاد مع الضحية قبل أن يفاجئه بطعنات قاتلة، لكن الجاني الذي حاول الهرب مباشرة بعد طعنه للضحية، لم يضع في حسبانه أن صراخ الضحية سيثير انتباه رواد إحدى المقاهي المجاورة، وسيؤدي إلى منعه من الهرب من طرف السكان والمارة قبل سقوط الضحية على الأرض مغشيا عليه بجانب محله التجاري، وأثناء تمثيله لأطوار الجريمة، أقر المتهم بتورطه في عملية القتل، وقدم روايته أمام حشد من المحققين الذين وثقوا بالصوت والصورة جميع مراحلها المثيرة. يذكر أن هذه الجريمة، تعتبر الثانية من نوعها التي تقع بمدينة تيزنيت في ظرف ستة أشهر فقط، بعد جريمة قتل أخرى ارتكبت في شهر أكتوبر من السنة الماضية في حق أحد الفرنسيين المقيمين بالمدينة، وتورط فيها شاب في بداية عقده الثالث، وهي الجريمة التي هزت الرأي العام المحلي آنذاك بالنظر إلى طريقة وقوعها والأسباب المؤدية لارتكابها.