أوقف فريق شباب الريف الحسيمي المسار الموفق لجاره المغرب التطواني وألحق به أول هزيمة في عام 2012 بتفوقه عليه 3-1 في مباراة متأخرة عن الجولة 24 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم عصر أول أمس الاثنين. ووضع نبيل أومغار شباب الحسيمة في المقدمة بهدف بعد مرور ربع ساعة بتسديدة ذكية بقدمه اليسرى مستغلا خروج الحارس عزيز الكيناني عن مرماه وعزز زميله بلال الدنكير تفوق أصحاب الأرض بعد دقيقتين بتسديدة اخترقت رجلي الحارس. وقلص عبد الكريم بنهنية الفارق للزوار بإحراز هدفه الأول في أولى دقائق الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول بعد كرة عرضية من زكريا الملحاوي، قبل أن يستغل البديل طارق الجنابي خطأ دفاعيا مشترك مع الحارس ويضيف الهدف الثالث لشباب الحسيمة في الدقيقة 79. ومني المغرب التطواني بذلك بأثقل خسارة وهي الثالثة له هذا الموسم -بعد مسيرة ناجحة دامت 11 مباراة حيث يعود آخر تعثر للجولة 12 يوم 18 دجنبر 2011 أمام الرجاء البيضاوي 2-1- ليفرط في فرصة الانفراد بصدارة البطولة ويبقى في المركز الثاني برصيد 45 نقطة متأخرا بنقطتين عن الفتح الرباطي، المتصدر الذي له مباراة مؤجلة مع الرجاء البيضاوي ستجرى في الأسبوع المقبل. وارتقى شباب الحسيمة الذي حقق انتصاراته الثمانية على أرضه إلى المركز السادس برصيد 33 نقطة. وشهدت المباراة التي جرت فوق أرضية ملعب ميمون العرصي حضور جمهور غفير قارب ستة ألاف مشجع بينهم 1000 من مناصري المغرب التطواني الذين رفعوا تيفو بألوان الفريق تتوسطه صورة كبيرة لزعيم حرب الريف عبد الكريم الخطابي مع كتابة»بخطى الأجداد سنعيد الأمجاد»، وهو ما لقي استحسانا من أنصار أصحاب الأرض الذين استقبلوا جيرانهم التطوانيين بحفاوة داخل وخارج الملعب. وظهر جليا تأثر فريق المغرب التطواني من غياب ثلاث من أبرز لاعبيه في الخطوط الثلاث ويتعلق الأمر بالمدافع الأوسط محمد أبرهون ولاعب الوسط أحمد جاحوح والمهاجم عبد العظيم خضروف، بينما كان أبرز غائب عن شباب الحسيمة صانع الألعاب عبد الصمد المباركي الموقوف لمباراتين مع أول اشتراك للحارس يونس الرميلي. وأكد حمادي حميدوش مدرب شباب الريف الحسيمي بأن فوز فريقه مستحق وكان بإمكانه أن يكون بحصة ثقيلة وقال:»لعبنا بطريقة ذكية وانتزعنا فوزا مستحقا بعد أن لعبنا أفضل مباراة لنا هذا الموسم، إذ لعبنا باقتصاد وعرفنا كيف نستغل الفرص التي أتيحت لنا، وكان بإمكاننا الفوز بأكثر من ثلاثة أهداف لو تم استثمار عدة انفرادات بالمرمى وأشكر اللاعبين الذين كانوا ناضجين تكتيكيا وطبقوا التعليمات التي أعطيت لهم جيدا وكانوا في مستوى الانتظارات ولو في غياب المباركي». وأضاف: «هذا الفوز الكبير سيرفع من معنوياتنا بعد أن ضمنا مكاننا باستحقاق بين الكبار سننافس بقوة على مركز يسمح لنا بالمشاركة في إحدى المسابقات الإفريقية للأندية». واعتبر عزيز العامري أن فريقه لعب جيدا وبأن الفوز «سرق منه» وقال عن اللقاء الذي انتهى في أجواء رياضية:»لعب المغرب التطواني بشكل جيد، لكنه ارتكب أخطاء فردية فادحة وقاتلة على مستوى الدفاع دفعنا ثمنها غاليا، ثم إن توالي مباريات صعبة وخاصة اللقاء الأخير أمام المغرب الفاسي الذي تطلب منا جهدا بدنيا كبيرا وغياب لاعبين بارزين مثل خضروف وجاحوح وأبرهون». وأضاف:»لعبنا أفضل من الحسيمة التي سرقت منا الفوز نسبيا ونحن لا نلعب بالضروروة من أجل نيل اللقب، بل نركز أكثر على بناء فريق تنافسي للمستقبل، وإذا حضر النضج لماذا لا نلعب لنيل البطولة أو احتلال المركز الثاني وسنعمل على تحليل دقيق لهذه المباراة لمحاولة نسيانها والاستفادة من دروسها والانطلاق من جديد». وتابع:»لا ننسى أن الفريق تأثر أيضا من التعب والإرهاق الفكري بعد أن ظل عشرة أيام خارج مدينة تطوان مما يكون له تأثير سلبي على اللاعب وتركيزه».