أكد عزيز الرباح، وزير النقل والتجهيز، أن «المغرب بحاجة إلى إعادة هيكلة قطاع مختبرات البحث والدراسة في مجال البنيات التحتية، لأننا اليوم انتقلنا إلى مرحلة جديدة تنبني على الشفافية والحكامة الجيدة وتنافسية المقاولات». وشدد الرباح، في افتتاح يوم دراسي نظمه المختبر العمومي للتجارب والدراسات في موضوع «البنيات التحتية والتنمية المستدامة» أمس بالرباط، على أن» القطاع يحتاج إلى رؤية تقنية-علمية وأيضا رؤية تنبني على الحكامة والبعد الاقتصادي من أجل شراكة فعالة بين الوزارة والمهنة للوصول إلى التنافسية والانفتاح على أسوق أخرى، فعلينا أن نصدر ونبحث على القيمة المضافة في المغرب والخارج وأعتقد أن لدينا كل الإمكانيات لتحقيق ذلك». وأوضح وزير التجهيز والنقل أن «الوزارة وضعت لجنة للبحث والابتكار ستمكن من تطوير استراتيجية لجعل المهندسين يفكرون وينتجون دراسات بتكاليف مثلى ستسمح بالاستغلال الجيد لمواردنا المالية، مما سيؤدي إلى رفع تحديات إنجاز هذه المشاريع بتكلفة أقل في مناطق بنيتها الجيولوجية معقدة». وأكد عزيز الرباح أن «المغرب يولي اهتماما خاصا للتكوين والبحث في المهن الجيوتقنية، على اعتبار أن الدراسات في هذا المجال تمثل مفتاح النجاح لمشاريعنا، فالمغرب يعرف عددا مهما من المشاريع والبنيات التحتية، سواء الطرق أو الموانئ أو المطارات أو سكك حديدية وغيرها، وهذه المشاريع لا تبنى فقط استجابة لحاجية آنية ولكن أيضا للأجيال المقبلة، وبالتالي يجب أن تكون بنيات تحتية مستدامة، والذي يمكن أن يؤكد مدى استدامتها هي هذه المختبرات ومكاتب الدراسات». من جهته، طالب عبد الكريم جكاني، المدير العام للمختبر العمومي للتجارب والدراسات، «المسؤولين بالوقوف ضد الاختيارات التي تعتمد على الأسعار فقط، لأن هذه المعايير لها انعكاسات سلبية يؤدى ثمنها غاليا، ولهذا نرجو من السلطات المحلية أن تعمل على تشديد المراقبة حول ظروف الولوج للمهنة ومزاولة جميع المهن المتعلقة بالبناء». وأكد جكاني على أن «المهنة في حاجة ماسة للخبرة الوطنية، التي ترفع من قيمة الخبرات الوطنية، التي جرى اكتسابها، من خلال المشاريع الوطنية، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات بلادنا، ولتحقيق ذلك فنحن منكبون على خلق شراكات للاستفادة من أفضل المساهمات بالجامعات ومكاتب الدراسات والفاعلين ووحدات البحث الوطنية والدولية». وأكد المدير العام للمختبر على أن «هذه المشاريع تهدف إلى المساهمة في تطوير القطاع بأكمله بما في ذلك منافسينا، فنحن على استعداد تام للمساعدة، ونطلب من الجميع أن يجري إنجاز المشاريع طبقا لقوانين المهنة وللقواعد والإجراءات المعمول بها حاليا، بواسطة موارد بشرية كفئة وكافية، مع المعدات الضرورية والمناسبة». وأضاف أن «الاهتمام الأكبر يتوجه دائما نحو جودة واستمرارية البناية، إضافة إلى حماية حياة المواطنين، ولتحقيق ذلك، فقد أخذنا على عاتقنا مسؤولية في العمل على الرفع من الكفاءات، والعمل على تبادل خبرات المختبر والمساهمة من خلال تجاربنا في الإنتاج العملي من خلال إنشاء مجلة علمية وتقنية».وناقش المشاركون في هذا اليوم الدراسي مجموعة من القضايا المرتبطة بالبنيات التحتية والتنمية المستدامة، والسبل الكفيلة بالحد من الأضرار البيئية الناتجة عنها. كما تطرقت بعض العروض إلى التجربة الفرنسية في مجال «الجيوتقنية»، وتجربة الطريق السيار الرباط-القنيطرة في مجال إعادة تصنيع بعض المواد المستعملة في الطرقات.