رضى زروق المواسم الأولى من برنامج اكتشاف المواهب الغنائية «ستوديو دوزيم»، الذي تقدمه القناة الثانية، كانت تبدو مهضومة بالنسبة إلى الكثير من المغاربة. والسبب يعود ربما إلى كون برامج اكتشاف الأصوات الغنائية لم تكن موجودة في العالم العربي، ولم يكن من العدل أن نقارن في 2003، بين «ستوديو دوزيم» وبرامج فرنسية وأمريكية وبريطانية لاكتشاف المواهب. لكن الأمر يختلف اليوم، فبعد مواسم من مشاهدة «ستار أكاديمي» وظهور برامج أخرى حققت شعبية كبرى ك«إكس فاكتر» و«نجم الخليج» وخصوصا «أراب آيدول»، بات من الصعب على كثيرين إيجاد أعذار لبرنامج مغربي بلغ موسمه التاسع، وما زال يكرر نفس أخطاء الدورات السابقة. أضواء وإنارة وديكورات تتعب العين وضيوف «عششوا» في استوديو القناة وتكرار ومجاملات بالجملة من قبل أعضاء لجنة التحكيم لبعض المشاركين، كلها أشياء أصبحت تشعر البعض بالملل والرتابة. انطلاق دورة 2012 من «ستوديو دوزيم» تزامن هذا الموسم مع انتهاء برنامج «أراب آيدول»، الذي قدم إلى العرب مواهب حقيقية، تم تأطيرها بشكل صحيح، ولم تتخرج من البرنامج كي «تحترف» في يوم من الأيام الغناء في الملاهي والكباريهات والأفراح، أو تطرق أبواب الإذاعات للظهور بشكل موسمي، كما حصل مع عدد من «خريجي» برنامج القناة الثانية، الذين تنبأ لهم أعضاء لجنة التحكيم بمستقبل فني زاهر، قبل أن يجدوا أنفسهم بعيدين كل البعد عن ذلك. برنامج «ستوديو دوزيم» تراجع بنسبة طفيفة، من حيث نسب مشاهدته، بالمقارنة مع الموسم الأخير. وحسب أرقام مؤسسة «ماروك متري» لقياس نسب مشاهدة التلفزيون، فإن «ستوديو دوزيم» حل في المركز الرابع عشر في البرامج الأكثر مشاهدة من قبل المغاربة في عام 2011، إذ بلغ عدد مشاهديه أزيد من 4.7 مليون مشاهد، وتابعه هذا الموسم ما يقارب 4.2 مليون شخص. التراجع في نسب المشاهدة طال أيضا برنامج «كوميديا» الذي تقدمه القناة «الأولى» مساء كل جمعة، فالبرنامج الذي احتل الرتبة الثانية في أكثر البرامج مشاهدة في 2011 على «الأولى»، والمركز الحادي عشر في أكثر البرامج مشاهدة على القناتين الأولى والثانية، ب5 ملايين مشاهد، وجد نفسه في الحلقة ما قبل الماضية متابعا من قبل 3.8 مليون مشاهد فقط. شيء أكيد أن برنامج «كوميديا» قدم في موسميه الأولين على الخصوص مواهب كوميدية جيدة، ولا شك في أن المغرب يزخر بآلاف المواهب في هذا المجال، لكن غياب التأطير والتوجيه الصحيح، والاعتماد على لجنة تحكيم تخلو من أساتذة وخبراء حقيقيين في مجال الفكاهة والكوميديا، جعل البرنامج يبدو عاديا جدا وغير قادر على صنع نجوم حقيقيين، علما ان التنقيب على المواهب وصقلها وتأطيرها ومتابعتها والعمل على تطويرها، تعتبر الغاية من برامج مثل هاته.