أعرب خبراء غربيون في مجال الاستخبارات أول أمس خلال اجتماع لهم عقد ببرلين عن خشيتهم من امتداد الشبكات الإرهابية في المغرب وتنامي نفوذ تنظيم القاعدة في الساحل الإفريقي إلى أوروبا. وأكد رئيس المخابرات الألمانية إرنست إهرلو أن «خطر القاعدة يتنامى في شمال افريقيا»، مضيفا أن «هناك خطرا تواجهه أوروبا يتجلى في إرهابيين منحدرين من الهجرة المغاربية». وأقر إهرلو بوجود «حلقة كبيرة من مؤيدي الإرهابيين في أوروبا ينحدرون من المهاجرين المغاربيين»، معتبرا أن هؤلاء قد ينضمون إلى تنظيمات مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتابع رئيس المخابرات الألمانية أن «القاعدة في المغرب الإسلامي ليست قريبة من أوروبا جغرافيا فقط، إنما تشكل المجموعة الأكثر نشاطا في القاعدة حاليا»، كما أشار إلى أن القاعدة «منظمة بشكل جيد وتنتشر في شمال إفريقيا بقدراتها التدريبية الخاصة، حيث تمتد بنيتها التحتية من الساحل إلى جزء من غرب إفريقيا وأوروبا». وحسبه، فإن تخوف أوربا «لا ينبع فقط من تكثيف أنشطة المنظمة الإرهابية وعن توسع انتشارها الجغرافي فحسب، بل أيضا لأن هذه المجموعة تجذب خصوصا المتطوعين للجهاد من الذين يبحثون عن الخبرة والقيادة». وقال إهرلو إن تنظيم القاعدة أصبح يهتم بالخصوص بتجنيد أشخاص من أصل أوروبي اعتنقوا الإسلام، مستندا في قوله إلى بحث السلطات الألمانية حاليا عن إسلامي من أصل ألماني يدعى إريك بريننيجر، والذي يبلغ من العمر إحدى وعشرين سنة. حيث بثت السلطات الأمنية صورة هذا الشاب المطلوب في جل محطات القطارات والمطارات ومفوضيات الأمن. ويشتبه في أن إريك بريننيجر ينتمي إلى خلية جهادية متورطة في محاولة اعتداء في ألمانيا تم إحباطها في شهر شتنبر من السنة الماضية. كما أن السلطات الألمانية فوجئت بإعلان مواطنها إريك بريننيجر عبر شريط فيديو تم بثه أخيرا على الأنترنت أنه موجود في أفغانستان. وتم اعتقال ثلاثة شبان آخرين، اثنان منهم من أصل ألماني اعتنقا الإسلام، وتركي مقيم في ألمانيا في إطار هذه القضية، على حد قول المسؤول الاستخباراتي الألماني. تخوفات ألمانيا من تجنيد تنظيم القاعدة لمواطنيها المعتنقين للإسلام، ازداد بعدما اعتقلت مصالحها إسلاميا متطرفا آخر يتهم بدعمه للإرهاب قرب فرانكفورت في غرب ألمانيا، وفق ما أوردته مجلة «فوكس» الألمانية، يوم الأربعاء الماضي. ويتعلق الأمر بشاب تركي (21 عاما)، وهو شقيق مشتبه به آخر اعتقل العام الفائت «لضلوعه في مؤامرة كانت تهدف إلى مهاجمة أهداف أمريكية في ألمانيا بواسطة سيارات مفخخة». وذكرت «فوكس» أن المعتقل الذي عرف باسم برهان ي. ينتمي مع شقيقه وألمانيين آخرين اعتقلا في شهر شتنبر من سنة 2007 إلى «اتحاد الجهاد الإسلامي». من جهته، ذكر البلجيكي جيل دي كركوف، منسق قسم مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس الماضي، أن شمال إفريقيا تمثل اليوم «مزيجا متفجرا» لاسيما بعد عودة العنف إلى الجزائر وانتقال المجموعات المسلحة المحلية إلى تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مصالح غربية وبينها عمليات انتحارية. وأكد دي كركوف أن القاعدة تسعى كذلك إلى إقامة «علاقات مع المغاربة المهاجرين إلى أوروبا»، بدليل الاعتقالات التي حصلت في إسبانياوفرنسا وإيطاليا، فيما أشار القاضي الفرنسي السابق في قضايا الإرهاب، جان لويس بروغيير، إلى أن الوضع في أوروبا «أكثر خطورة مما يبدو»، مضيفا أن «مستوى التهديد مرتفع جدا في فرنسا»، حيث تعيش مجموعة كبيرة تتحدر من المغرب.